2008-10-17 15:41:39

الجلسة الثامنة عشرة لأعمال الجمعية العامة العادية الثانية عشرة لسينودس الأساقفة


الأزمة المالية الخطيرة التي تهز العالم ربما ساهمت في توسيع اهتمام وسائل الإعلام بسينودس الأساقفة المكرس لكلمة الله. ومع نهاية المرحلة الأولى من الأعمال ندرك خير إدراك كون هذه الجمعية العامة العادية الثانية عشرة راسخة في صميم مشاكل الناس اليومية. من كلمة الله يأتي الإعلان عن عالم آخر بانتظار ذلك العالم حيث لا مكان للآلام والموت. هذا ما جاء في تعليق لصحيفة الأسيرفاتوري رومانو الفاتيكانية أكد أنه من أعمال السينودس برزت إرادة مشتركة بالانطلاق من جديد في إعلان كلمة الله مع فصلٍ إرسالي جديد والتساؤل حول المشاكل المتأتية عن هذا الإعلان في عصرنا الحالي.

التقرير الختامي للمرحلة الأولى من أعمال السينودس يشكل حسب الصحيفة الفاتيكانية ملخصا لنقاشات آباء السينودس التي ستتواصل في إطار اجتماعات مصغرة لغوية. الكردينال مارك ويليتْ رئيس أساقفة كيبيك والمقرر الرسمي لهذه الجمعية طرح في تقريره الختامي 19 تساؤلا سيُدعى السينودس إلى إيجاد أجوبة عليها في الأيام القليلة القادمة. لقد انصرف آباء السينودس إلى تحديد كيفية إعلان كلمة الله على الآخرين اقتناعا منهم أنه على الجماعة المسيحية أن تختار هذه الكلمة كمقياس للأحداث المؤلمة شأن النزاعات في مناطق عديدة في العالم وأوضاع المسيحيين الصعبة في الهند وأفريقيا والشرق الأوسط.

تقرير الكردينال ويليتْ الختامي حسب الصحيفة الفاتيكانية يعكس حقيقة ما حصل في قاعة السينودس ويُقدم مواضيع لتقييم معنى ما تحقق حتى الآن. فحتى اليوم استمعنا إلى 222 مداخلة من أصل 253 وإلى ثماني مداخلات لممثلي الكنائس المسيحية الأخرى وإلى 18 مداخلة لرجال ونساء من فئة المراقبين. هناك حاجة ملحة اليوم لإعلان إنجيل المسيح وتحقيق وحدة المسيحيين والإسهام في إحلال العدالة والسلام في العالم.

ذكّر الكردينال الكندي بقدرة الإنجيل على مداواة جروح الإنسان المعاصر العائش بعيدا عن الله والنعمة والذي فتح الباب أمام أشكال عبودية جديدة. كما سطر الانسجام التام بين القراءات المقدسة والتقاليد المسيحية وتعاليم الكنيسة. عن موضوع الحوار قال نيافته إن الكتاب المقدس يبقى دائما تربة خصبة لتخطي الانقسامات وتحقيق الوحدة بين جميع المسيحيين في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وحتى في المناطق ذات التقاليد المحلية.

عن الحوار مع اليهود والإسلام قال الكردينال ويليتْ إن العلاقة مع اليهود تطال صميم الكنيسة عينها وسر الإيمان في ما يرتكز الحوار مع الإسلام إلى مبادىء مشتركة شأن مقاومة العلمنة والتأكيد على أهمية الدين في المجتمع. وفي جميع الحالات قال نيافته لا بد من تطبيق القاعدة الذهبية أي الاحترام المتبادل. عن العلاقة بين كلمة الله والثقافات المعاصرة قال رئيس أساقفة كيبيك إن الأولى قادرة ويجب أن تكون خميرة الثقافات. وإن مهمة المسيحيين هي تغذية الرابط بين العلم والإيمان والبقاء ناشطين على ساحة الأحداث العامة والشهادة لإيمانهم بالقول والفعل.

تمنى نيافته أن يشجع السينودس على نشر كلمة الله عبر التكنولوجيات الحديثة مثل الإنترنت ويسهل ترجمة الكتاب المقدس إلى لغات نادرة الانتشار. بعدها اقترح الكردينال ويليتْ تنظيم مؤتمر دولي حول كلمة الله. الكردينال أوديلو شيرير الرئيس المفوض للجمعية السينودسية علق على دخول السينودس مرحلته الثانية بالقول: أعتقد أن هدف السينودس هو إيقاظ اهتمام متجدد بالكتاب المقدس وكلمة الله.

مضت صحيفة الأوسيرفاتوري رومانو الفاتيكانية إلى القول إن عدد اللغات المحكية في العالم أكثر من ستة آلاف لكن الكتاب المقدس في عهده القديم تُرجم إلى 480 لغة والعهد الجديد إلى ألف ومائة وثماني وستين لغة وهذا يعني أن هناك أكثر من 4 آلاف لغة لم يُترجم إليها الكتاب المقدس. ولتعزيز انتشار أوسع للكتاب المقدس لا بد من دفع قوي للحياة المسيحية. وفي هذا الصدد اقترح واحد من الآباء تغيير موضوع السينودس من "كلمة الله في رسالة الكنيسة" إلى "كلمة الله هي رسالة الكنيسة". 

ينبغي قبل كل شيء التذكير بأن المسيحية ليست ديانة كتاب بل ديانة كلمة الله المتجسد في الرب يسوع. كما ينبغي أيضا الاهتمام بمعرفة الديانات غير المسيحية والثقافات الخاصة بكل منها فنميز بذور الكلمة الموجودة فيها. علينا عندما نقارن البيبليا مع النصوص المقدسة في الديانات الأخرى أن نتنبه لئلا نسقط في التلفيقات والتقاربات السطحية أو تشويهات الحقيقة. اعتماد الحذر ضروري تجاه نقاوة كلمة الله المفسَّرة بشكل أصيل من قبل السلطات التعليمية في مواجهة البدع العديدة التي تستخدم البيبليا لغايات أخرى وحسب مناهج غريبة عن الكنيسة. ومن الأهمية بمكان أن نذكّر بأن الإصغاء إلى كلمة الله ينبغي أن يتجاوز كل أشكال العنف.

الكردينال ساندري عميد مجمع الكنائس الشرقية شكر الرب على عودة كلمة الله بقوة بفضل دفع المجمع الفاتيكاني الثاني وقال إنه تجدد بيبلي في إطار استمرارية تقليد الكنيسة الحي. عن الكنائس الشرقية قال نيافته إنها ساهمت في أنجلة ثقافات بعيدة عن فكر المسيح ووضعت أسس تقاليد ليتورجية ولاهوتية وروحية عاشها رسل أمناء حتى التضحية بالذات.

عميد مجمع عقيدة الإيمان الكردينال وليام ليفادا قال إن السينودس كان فرصة لتوضيح توجيهات البابا بندكتس السادس عشر على الصعيد التفسيري إذ أشار الحبر الأعظم إلى أن العلم هام في قراءة الكتاب المقدس لكنه غير كاف وبالتالي فإن المنهج التاريخي النقدي يجب إكماله بقراءة الإيمان. الكردينال توركسون رأى من جهته أن الاهتمام المتجدد بالقراءات المقدسة قد ميز هذا السينودس وسيفتح عهدا جديدا في الحوار المسكوني والديني المشترك وسيعطي دفعا لمواجهة الديانات الآسيوية الكبرى انطلاقا من المعنى المشترك للقدسيات والقيم المشتركة التي تحتوي عليها القراءات المقدسة.

وفي إطار المبادرات الإعلامية ينعقد في قاعة يوحنا بولس الثاني في دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي مؤتمران صحفيان حول أعمال سينودس الأساقفة: الأول يوم الجمعة في الرابع والعشرين من الجاري بحضور المطران رافازي رئيس اللجنة المعنية بإعداد رسالة الجمعية العامة العادية الثانية عشرة لسينودس الأساقفة، والثاني يوم السبت الخامس والعشرين من الجاري بحضور الكردينال ويليتْ رئيس أساقفة كيبيك والمقرر العام لجمعية السينودس. 








All the contents on this site are copyrighted ©.