البابا يشاهد وثائقيا عن يوحنا بولس الثاني: الفيلم صورة عن بساطة إنسانية البابا فويتيلا وشجاعته الرسولية

شاهد البابا بندكتس الـ16 أمس الخميس فيلما وثائقيا عن حياة الراحل يوحنا بولس الثاني الذي انتخب في مثل ذلك اليوم من عام 1978، يحمل عنوان: "الوصية" فقال في كلمة ألقاها عقب انتهاء العرض إن حبريته تلخصت في عبارتين، الأولى حين أطل يوم انتخابه من على شرفة البازيليك الفاتيكانية وقال للعالم: "شرعوا الأبواب للمسيح الفادي! لا تخافوا" فدوّت عبارته دوي الرعد في قلوب الناس والرأي العام طوال الأعوام التالية، والأخرى، حين قال قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة: "دعوني أنطلق إلى بيت الآب" مشيرا إلى تمام خدمته ورسالته.

وتابع البابا كلامه عن الفيلم الوثائقي الذي أعده المخرج البولندي باويل بيتيرا مستندا إلى كتاب الكاردينال دجيفيتش: "حياة مع كارول"، فقال إنه يروي حياة طويلة وأليفة مع هذا البابا الكبير بدءا من كراكوفيا وصولا إلى كرسي بطرس بروما تخللتها أوقات فرح وحزن ورجاء وتميزت بالجرأة والغيرة الرسولية، كما أن الفيلم يجسد البساطة الإنسانية في يوحنا بولس الثاني وشجاعته القاطعة ومعاناته في الأيام الأخيرة لحبريته.

ولفت بندكتس الـ16 إلى أن هذا الوثائقي يضيف غنى وثراء على المنشورات والمطبوعات الكثيرة حول البابا الكبير الذي ترك أثرا بليغا في الكنيسة والعالم أواخر القرن العشرين ومطلع الألفية الثالثة. وأضاف أن الفيلم "الوصية" أتاح للمشاهد الذي لم يعرف يوحنا بولس الثاني قط من أن يرى فيه روحية الإنجيل وشغفه، كما يؤهل الذين يعرفونه من عيش لحظات مؤثرة من حياته.

وختم يقول إن الفيلم الوثائقي أفسح في المجال أيضا أمام التعرف على بولندا موطن البابا يوحنا بولس الثاني وتقاليده الثقافية والدينية كما عرض الأحداث الكنسية والمدنية ومحطات أخرى غير معروفة. وإذ شكر الكاردينال ستانيسلاو دجيفيتش رئيس أساقفة كراكوفيا الذي كان أمين سر البابا فويتيلا الخاص والمخرج البولندي بيتيرا ومعاونيه، تمنى البابا بندكتس الـ16 أن يشهد الجميع بجرأة للمسيح إقتداء بمثل الراحل الكبير يوحنا بولس الثاني.

تجدر الإشارة إلى أن الممثل البريطاني مايكل يورك روى بصوته وقائع الفيلم الوثائقي عن البابا فويتيلا "الوصية" المبنية على مذكرات الكاردينال دجيفيتش التي نشرت العام الفائت، وسرد فيها حادثة جرت في 12 من ايار مايو عام 1982 حين أقدم كاهن كاثوليكي إسباني على محاولة طعن البابا الراحل بسكين خلال زيارته لمعبد فاطيما المريمي بالبرتغال.