2008-10-12 14:37:55

البابا يرفع أربعة طوباويين إلى مجد المذابح قديسين بينهم أول قديسة من الهند


ترأس البابا بندكتس السادس عشر صباح الأحد قداسا إلهيا في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان بحضور آلاف المؤمنين قدموا من مختلف أنحاء العالم رفع خلاله إلى مجد المذابح قديسين أربعة طوباويين وهم غايتانو إيريكو، ماريا برناردا بوتلير، ألفونسا للعذراء مريم الكلية النقاوة و نارشيزا دي خيسو مارتيللو موران. قديسون جدد قال البابا في عظته تعرضهم علينا ليتورجية اليوم كمدعوين للمشاركة في الوليمة. وليمةٌ أقامها ملك في عرس ابنه. إنها صورة نجدها أيضا في قراءات الكتاب المقدس . صورة فرِحة لأن الوليمة ترافق عرسا، عهد المحبة بين الله وشعبه. ونحو هذا العهد وجّه أنبياء العهد القديم باستمرار انتظار إسرائيل. وفي زمن تميز بالمحن حين راحت الصعاب تُفقد من عزيمة الشعب المختار ارتفعت كلمة النبي أشعيا: وفي هذا الجبل سيصنع ربُ الجنود لكل الشعوب مأدبةَ مُسمَّناتٍ مأدبةَ صِرفٍ مُسمناتٍ مُمِخَّةٍ وصرفٍ مُروَّقٍ. سيضع الله حدا لحزن شعبه وخجله ليعيش سعيدا في اتحاد مع الرب. الله لا يترك شعبه أبدا ولهذا يدعو النبي إلى الفرح: هوذا إلهنا الذي انتظرناه وهو يخلصنا، هوذا الرب الذي انتظرناه فلنبتهج ونفرح بخلاصه. مضى قداسة البابا إلى القول إذا أشادت القراءة الأولى بأمانة الله فإن الإنجيل من خلال مثل وليمة العرس يحملنا على التأمل بجواب الإنسان. رفض بعض المدعوين الدعوة لأنهم منشغلون بأمور أخرى في ما احتقر آخرون دعوة الملك ما أدى إلى عقاب نزل بهم وبالمدينة كلها. لكن الملك لم يفقد عزيمته إذ أرسل عبيدا آخرين للبحث عن مدعوين آخرين فامتلأت ردهة العرس بالجلساء. هذا يعني أن رفض الأولين وسّع الدعوة على الجميع مع تفضيل خاص تجاه الفقراء والمعوزين. وهذا ما حصل في سر الفصح: قوة الشر هُزمت من قبل محبة الله. الرب القائم من بين الأموات يدعو الجميع إلى وليمة الفرح الفصحي. سخاء الله يتطلب تجاوب الإنسان. وهذا هو الدرب السخي الذي سار عليه القديسون الجدد. ففي سر العماد قبلوا ثوب عرس النعمة الإلهية وحافظوا عليه طاهرا نقيا. وها هم اليوم يشاركون في وليمة السماء. إن السيد المسيح يدعونا كل يوم إلى المشاركة في وليمة الإفخارستيا بثوب العرس وإذا حصل أن تلطخ هذا الثوب بالخطيئة فإن محبة الله لا ترفضنا ولا تتركنا أمام مصيرنا إنما تُقدم لنا من خلال سر المصالحة إمكانية إعادة ثوب العرس إلى رونقه ونقاوته الأصلية. سر المصالحة سر حالي الطابع. وله كرس حياته بدون كلل الكاهن غايتانو إينريكو مؤسس مرسلي قلب يسوع ومريم الأقدس ليدخل اسمه في سجل الشخصيات الرائعة التي جعلت من سر الاعتراف مكانا لتذوق رحمة الله فساعد البشر على مكافحة الخطيئة والسير في درب الحياة الروحية. طالما دعا البشر قائلا الله يُحبك، متى سنلتقي؟ لقد ساعد الإخوة والأخوات على التعرف على رحمة الله فأصبح خبيرا في علم المسامحة وعلَّمه لمرسليه إذ كان يقول لهم: الله لا يريد موت الخاطىء إذ إنه رحيم غفور. ولهذا كونوا رحماء لأنكم ستجدون الرحمة عند الله.  ماريا برنارد بوتلير وُلدت في كانتون آرغاو السويسري، عاشت بعمق محبة الله. دخلت دير الراهبات الكبوشيات لمريم سلطانة المعونة وهي في الحادية والعشرين من عمرها. ولما بلغت سنَ الأربعين عانقت الدعوة الإرسالية فتوجهت إلى إكوادور ومن ثم إلى كولومبيا. التزامها تجاه القريب حمل السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني على تطويبها في التاسع والعشرين من أكتوبر من عام 1995. أما العلمانية نارشيزا دي خيسو مارتيللو موران فتُقدم لنا مثالا للتجاوب مع دعوة الرب للمشاركة في محبته اللامتناهية. ألفونسا للعذراء مريم الكلية النقاوة من راهبات الكلاريس، أول قديسة من الهند.

ولدت ألفونسا في منطقة كودامالور بالهند في التاسع عشر من آب أغسطس 1910 من عائلة نبيلة. طُبعت حياتها بالصليب منذ نعومة أظافرها إذ تُوفيت أمُها بعد ثلاثة أشهر من ولادتها، وقضت سنوات طفولتها الأولى في منزل جدّيها، حيث عاشت فترة سعيدة ترعرعت خلالها على القيم الإنسانية والمسيحية، إذ كانت جدتها امرأة تقية ربّتها على الإيمان والصلاة ومحبة الفقراء، وسرعان ما تفتّحت في قلبها براعم الدعوة للحياة المكرسة، وقاومت ضغوطا كثيرة مارستها خالتها لإرغامها على الزواج. عانت الكثير من الأمراض متحمّلة الألمَ بصمت وأناة إلى أن وافتها المنيّة في الثامن والعشرين من يوليو 1946 تاركة للجميع أثرا طيبا وذكرى راهبة ممتلئة محبة وقداسة. وفي الثامن من شباط فبراير عام 1986 رفع السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني الراهبة ألفونسا للعذراء مريم الكلية النقاوة إلى مجد المذابح طوباوية خلال زيارته الهند.








All the contents on this site are copyrighted ©.