في مقابلته العامة مع المؤمنين البابا يتحدث عن شخصية القديس بولس الرسول

أجرى البابا بندكتس السادس عشر صباح الأربعاء مقابلته العامة المعتادة مع وفود الحجاج والمؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان. تمحور تعليم الحبر الأعظم الأسبوعي حول شخصية القديس بولس الرسول. فأثناء "مجمع أورشليم" الذي عُقد للنظر في دعوة المسيحيين الجدد إلى اتباع شريعة موسى، تحدث رسول الأمم عن إنجيل "الحرية"، مشيراً إلى أن حرية المسيحي يُعبَّر عنها من خلال القيام بأعمال محبة طوعية حيال الأخوة والأخوات، لاسيما الأشخاص الأشد حاجة وعوزا.

ولهذا السبب بالذات ـ قال البابا ـ علق القديس بولس الرسول أهمية كبرى على جمع التبرعات في كنيسة أورشليم لصالح الفقراء والمحتاجين، وظل متنبهاً لهذا الأمر طيلة خدمته الرسولية. وكتب في رسالته إلى أهل غلاطية: "... مَدّوا إليّ وإلى برنابا يُمنى الاتفاق، فنذهبُ نحن إلى الوثنيين وهم إلى أهل الختان، على أن نتذكر الفقراء، وهذا ما جهدت أن أقوم به" (غلاطية 2، 10). وقال الحبر الأعظم  إن الكنيسة وفي ضوء الإنجيل وكلمات القديس بولس تجعل من الأعمال الخيرية جزءاً أساسياً من نشاطها الإرسالي والتبشيري.

وخلال مجمع أنطاكيا، حاول القديس بطرس عدم دعوة الوثنيين المرتدين إلى المسيحية للجلوس إلى "مائدة الرب"، لإرضاء اليهود الذين اعتنقوا الديانة المسيحية. لكن القديس بولس لم يرحب بهذا الخيار، معتبراً أنه يضع حدوداً لمخطط المسيح الخلاصي، إذ إن الرب مات على الصليب من أجل البشر كلهم. وفي رسالته إلى أهل روما، أكد بولس أن حريتنا التي نلناها بواسطة المسيح ينبغي ألا تتحول أبداً إلى حجر عثرة في طريق الآخرين، إذ كتب يقول: "... من السوء أن يأكل المرء شيئاً به عثار لغيره، ومن الخير ألا تأكل لحماً، ولا تشرب خمراً ولا تتناول شيئاً يكون به عثار لأخيك" (روما 14، 21).

وفي ختام تعليمه الأسبوعي وقبل أن يوجه تحياته المعتادة إلى وفود الحجاج والمؤمنين القادمين من مختلف أنحاء العالم، ذكّر الحبر الأعظم أبناء الكنيسة بكلمات القديس بولس الرسول القائل: "ليس ملكوت الله أكلاً وشرباً بل برٌّ وسلام وفرح في الروح القدس" (روما 14، 17). وشجع جميع المؤمنين على فتح قلوبهم لعمل الروح القدس، مؤكداً أنه من خلال القيام بأعمال محبة حيال القريب والمحتاج، على مثال الرسل، نخدم "الحقيقة الإنجيلية". هذا ثم منح البابا الكل فيض بركاته الرسولية.