2008-09-19 14:56:59

رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان  يهنئ المسلمين بنهاية شهر رمضان وحلول عيد الفطر


لمناسبة نهاية شهر رمضان وحلول عيد الفطر وجه رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان الكاردينال جان لوي توران رسالة إلى المسلمين تحت عنوان "مسيحيون ومسلمون: معاً من أجل كرامة العائلة". جاء في الرسالة ما يلي:

أيها الأصدقاء المسلمون الأعزاء،

1. مع اقتراب نهاية شهر رمضان، يسرني أن أوجه لكم، وفقاً لتقليد بات ثابتاً، أطيب تمينات المجلس الحبري للحوار بين الأديان. طوال هذا الشهر، شاطركم مسيحيون قريبون منكم تأملاتكم واحتفالاتكم العائلية وتوطّد الحوار والصداقة. تبارك لله!

2. كما عهدنا في السابق، يقدم لنا هذا الموعد الودي فرصة للتفكير معاً في مسألة آنية تساعدنا على التعمق في التعرف بعضنا إلى بعض مع قيمنا المشتركة وتبايناتنا. وارتأينا لهذه السنة أن نقترح عليكم موضوع العائلة.

3. تؤكد الوثيقة الصادرة عن المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني "فرح ورجاء" حول الكنيسة في العالم المعاصر، أن "صحة الشخص والمجتمع البشري والمسيحي لمرتبطة ارتباطاً وثيقاً بازدهار الجماعة الزوجية والعائلية. فالمسيحيون، باتحادهم مع جميع الذين يجلّون هذه الجماعة، يغتبطون بإخلاص للمساندات المختلفة التي ترفع اليوم بين الناس اعتبار هذه الجماعة، جماعة الحب، واحترام الحياة، وتساعد الأزواج والوالدين في رسالتهم السامية. وعلاوة على ذلك، فهم ينتظرون منها بعدُ نتائجَ أفضل ويعملون على نشرها" (رقم 47).

4. تذكرنا هذه الكلمات بأن نمو الشخص والمجتمع منوط إلى حد كبير بنمو الجماعة الزوجية والعائلية. كم من الأشخاص يحملون مدى عمرهم آثار جراح سببها وضع عائلي صعب أو مأساوي؟ كم من الأشخاص يغرقون في يمّ المخدرات والعنف، في محاولة منهم لملء فراغ نتيجة طفولة مزقت كيانهم؟ باستطاعتنا كمسيحيين ومسلمين، لا بل يجب علينا، أن نعمل سوياً لصون كرامة العائلة، اليوم وغداً.

5. وقد أتيحت لنا فرصة التعاون مع بعضنا البعض في هذا المجال، على الصعيد المحلي أم الدولي، لأن المسيحيين والمسلمين يكنّون احتراماً كبيراً للعائلة. فالأسرة هي مكان تلاقي الحب والحياة، احترام الآخر وقبوله وتنتقل في كنفها هذه القيم من الوالدين إلى البنين، وتُعتَبر بحق "خلية المجتمع الأساسية ".

6. ينبغي ألا يتردد المسيحيون والمسلمون في الالتزام بهذا المجال، لا من خلال مساعدة عائلات تواجه صعوبات وحسب، إنما بتعاون وتكافل جميع الأشخاص الحريصين على ضمان استقرار المؤسسة العائلية، والدفاع عن حق الوالدين في القيام بمسؤولياتهم، خصوصاً في حقل التربية. وهنا يجدر التذكير بأن العائلة هي المدرسة الأولى التي يتعلم فيها الإنسان احترام الآخر كما هو، على الرغم من التباينات والاختلافات. وهذا ما يعود بالفائدة على الحوار بين الأديان وممارسة المواطنة.

7. أيها الأصدقاء الأعزاء، في وقت شارف فيه صومكم على نهايته، وبعد أن تنقيتكم وتجددتم في ممارسة سننكم الدينية الفاضلة، أتمنى أن تنعموا بحياة هادئة وسعيدة مع عائلاتكم والأشخاص العزيزين على قلوبكم! وأسأل الله القدير أن يفيض عليكم جميعاً رحمته وسلامه!








All the contents on this site are copyrighted ©.