2008-09-13 16:02:03

صلاة المساء في كاتدرائية نوتردام دو باريس وكلمة البابا للشباب


زار البابا بندكتس السادس عشر مساء الجمعة كاتدرائية نوتردام دو باريس التي تُعد من أجمل تحف الفن القوطي المعماري، حيث ترأس صلاة المساء بحضور زهاء ألفي كاهن وراهب وراهبة وإكليريكي وشماس ومشاركة ممثلين عن باقي الكنائس والجماعات الكنسية. ألقى الحبر الأعظم كلمة قال فيها: "نحن في كاتدرائية نوتردام المرتفعة في قلب باريس التاريخي كعلامة حية لحضور الله وسط البشر"، وذكّر بأن سلفه البابا ألكسندر الثالث هو مَن وضع حجر أساس الكاتدرائية التي شهدت أيضًا زيارة البابويْن بيوس السابع ويوحنا بولس الثاني، معبرًا في الآن الواحد عن فرحه العميق بزيارتها مجددا بعد مضي ربع قرن حينما ألقى محاضرة حول التعليم المسيحي.

وأضاف البابا قائلا إن الرب أسس كنيسته وبناها على الصخرة، على إيمان بطرس الرسول، مذكرًا بما جاء في المزمور السادس والعشرين بعد المائة "إن لم يبنِ الربُّ البيت فباطلاً يتعب البناؤون"، وأشار إلى أننا أدوات الروح، والرب باركنا في المسيح بكل بركة روحية، ذلك أنه اختارنا لنكون شهودا له حتى أقاصي الأرض، وقال إن كلمة الله تُصبح على مدى النهار مادة صلاةِ الكنيسة كلها، لتشهد هكذا على أمانتها للمسيح.

إن كلام الله حي ناجع أمضى من كل سيف ذي حديّن، أضاف الأب الأقدس، داعيًا الإكليريكيين الذين يستعدون لنيل سر الكهنوت إلى التعمق دوما بكلمة الله ومحبة جميع الذين يلتقون بهم. فبواسطة كلمته أسس الرب يسوع سر الإفخارستيا وشفى المرضى وطرد الشياطين وغفر للخطأة. كما وذكّر الأب الأقدس الشمامسة بدعوتهم ليكونوا معاوني الأساقفة والكهنة بدون أن يأخذوا مكانهم وحضهم على أن يكونوا شهودًا أحياء للكلمة الإلهية، وذكّر الرهبانَ والراهبات وجميع الأشخاص المكرسين بأن كلمة الله هي غناهم الوحيد والحقيقي، إذ قال الرب "السماء والأرض تزولان وكلامي لن يزول".

 

في كلمته للشباب في كاتدرائية نوتردام البابا يتحدث عن الروح القدس والصليب

وبعدها التقى البابا الشباب في باحة كاتدرائية نوتردام دو باريس ووجه إليهم كلمة ذكّر فيها باليوم العالمي للشباب في سيدني، وتحدث عن نقطتين اثنتين، أولها موضوع الأيام العالمية "سينزل عليكم الروح القدس فتتلقون منه القدرة وتكونون لي شهودا"، مشيرًا إلى أهمية الروح القدس في حياة المسيحي، إذ يضعنا في علاقة وطيدة مع الله.... والروح الذي هو محبة، أضاف الأب الأقدس، يفتح قلوبنا لننال عطية المحبة الحقيقية، مذكّرا بأن المسيح هو الطريق والحق والحياة ومشجعا الشباب على التأمل بعظمة سر التثبيت، ومشيرًا إلى أن الروح القدس يساعدنا أيضا على التقرب من الله. كما ودعا البابا الشباب إلى التحلي بالشجاعة وعدم الخوف من عيش الإنجيل وإعلانه ونقْل البشرى السارة لأترابهم والآخرين أيضًا، قائلا: إن الكنيسة تثق بكم!

وتابع البابا: في هذه السنة البولسية، أود الإشارة إلى كنزٍ آخر شكل محور حياة القديس بولس، وهو سر الصليب. وقال إن الصليب ليس حلية أم زينة، بل هو الرمز الثمين لإيماننا والعلامة المنظورة والحسية للعلاقة مع المسيح. كما وذكّر بأن القديس بولس تحدث بوضوح عن الصليب في مطلع رسالته الأولى إلى أهل قورنتس قائلا: "فإن لغة الصليب حماقة عند الذين في سبيل الهلاك، وأما عند الذين في سبيل الخلاص، أي عندنا، فهي قدرة الله". وأضاف بندكتس السادس عشر أن الإنسان البشري لا يقبل ما هو من روح الله فإنه حماقة عنده، ولا يستطيع أن يعرفه لأنه لا حُكم في ذلك إلا بالروح، وقال: إن الروح يفتح العقل البشري على آفاق جديدة تتخطاه، وتُفهمه بأن الحكمة الوحيدة الحقيقية تكمن في عظمة المسيح.

وتابع البابا أن الصليب يرمز ـ بالنسبة للمسيحيين ـ إلى حكمة الله ومحبته اللامتناهية التي أظهرها لنا في العطية الخلاصية للمسيح المائت والقائم من أجل حياة العالم، مذكرا بما قاله القديس بولس "أما أنا فمعاذَ الله أن أفتخرَ إلا بصليب ربنا يسوع المسيح! وفيه أصبح العالم مصلوبا عندي، وأصبحتُ أنا مصلوبا عند العالم". وختم بندكتس السادس عشر كلمته حاثا الشباب على التأمل بهذين الكنزين، أي الروح القدس والصليب، سائلاً الله أن يرافقهم ويباركهم مع عائلاتهم وأصدقائهم!








All the contents on this site are copyrighted ©.