2008-08-31 15:41:22

البابا يتحدث عن الهجرة غير الشرعية ويدعو إلى تعاون سخي لإيجاد حلول لها


تلا البابا بندكتس السادس عشر ظهر الأحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود من المؤمنين والحجاج تجمعوا في الباحة الداخلية للقصر الرسولي الصيفي في بلدة كاستيل غاندولفو، وتحدث عن الهجرة غير الشرعية (غير النظامية) وقال: خلال الأسابيع الأخيرة، ازدادت هذه الهجرة من أفريقيا وقد تحوّل عبور البحر الأبيض المتوسط نحو القارة الأوروبية التي يُنظر إليها كمكان رجاء هربًا من أوضاع مجحفة لا تطاق غالبًا، تحوّل إلى مأساة؛ وتلك التي حصلت لأيام خلت تخطت سابقاتها نظرًا لعدد الضحايا المرتفع. إن الهجرة ظاهرة موجودة منذ بداية تاريخ البشرية وطبعت على الدوام العلاقات بين الشعوب والأمم. وإن تحولها إلى أزمة في زمننا الحاضر يستدعي تضامننا ويتطلب في الآن الواحد أجوبة سياسية فعالة. كما وأثنى البابا على اهتمام هيئات إقليمية، وطنية ودولية بمسألة الهجرة غير الشرعية وشجعها على مواصلة عملها بحس مسؤول وروح إنسانية. وأضاف أن من واجب دول المنشأ أن تُظهر حس مسؤولية لا لكون المسألة متعلقة بمواطنيها فقط إنما أيضًا لإزالة أسباب الهجرة غير النظامية ولاستئصال جذور كل أشكال الإجرام المرتبطة بها. كما أن الدول الأوروبية مدعوة من جهتها لأن تقوم معا بوضع مبادرات وبنيات تتلاءم دوما مع حاجات المهاجرين غير الشرعيين الواجب تحسيسهم أيضا بقيمة الحياة التي تمثل خيرًا فريدا وثمينا ينبغي الحفاظ عليه أمام التهديدات الخطيرة التي يواجهونها في عملية البحث عن تحسين أوضاعهم. وقال الحبر الأعظم: أشعر بواجب لفت انتباه الجميع إلى هذه المشكلة وبدعوة الأفراد والمؤسسات إلى تعاون سخي لمواجهتها وإيجاد حلول لها.

هذا وكانت كلمة الأب الأقدس قد تمحورت قبل صلاة التبشير الملائكي حول إنجيل اليوم وقال: تحدثنا الأحد الماضي عن إيمان بطرس الخالص بيسوع هو الذي قال: أنتَ المسيح ابن الله الحي، ولكنه أظهر لاحقًا إيمانًا غير ناضج بعد ومرتبطا "بعقلية هذا العالم". فعندما بدأ يسوع الكلام علنا عمّا ينتظره في أورشليم، أي عن آلامه وموته وقيامته، احتج بطرس قائلا:"حاش لك يا رب، لن يُصيبك هذا". ومن الواضح أن المعلم والتلميذ يتبعان طريقتين مختلفتين في التفكير، أضاف البابا يقول: فبطرس، ووفقًا لمنطق بشري، مقتنع بأن الله لن يسمح أبدا لابنه بأن ينهي رسالته مائتًا على الصليب. أما يسوع، فيعلم بأن الآب ـ ولمحبته الكبيرة للبشر ـ أرسله ليعطيهم الحياة، وهذا يتطلب الآلام والصليب. وهو يعلم من جهة أخرى، بأن الكلمة الأخيرة ستكون القيامة. إن احتجاج بطرس حتى وإن أعلنه بحسن نية ومحبة صادقة للمعلم، هو بنظر يسوع كتجربة ودعوة لإنقاذ نفسه، في حين أنه وبخسارة حياته فقط يحصل عليها جديدة وأبدية من أجلنا جميعا. وقال البابا: بموته وقيامته، هزم يسوع الخطيئة والموت. غير أن الكفاح لم ينته: فالشر موجود ويقاوم في كل جيل حتى في أيامنا الحاضرة. وأضاف أن أهوال الحرب وأعمال العنف ضد الأبرياء والبؤس والظلم ليست سوى مقاومة الشر لملكوت الله، أما الإجابة على هذا الأذى فيكون بقوة مسلحة بالمحبة التي تقهر الكراهية وبالحياة التي لا تخشى الموت. وختم البابا كلمته بالقول إن المخلص يضم إليه وإلى رسالته، وباستمرار، رجالا ونساء مستعدين لحمل الصليب وإتباعه، كما أن حمل الصليب اختياريا إنما رسالة نعانقها بمحبة. وفي عالمنا الحاضر، وحيث يبدو أن القوى التي تقسم وتدمّر هي المسيطرة، لا يكل المسيح عن اقتراح دعوته الواضحة للجميع: مَن أراد أن يكون لي تلميذا، فليزهد في نفسه ويحمل صليبه ويتبعني. ولتساعدنا العذراء القديسة في إتباع الرب، كيما نختبر منذ الآن، وحتى في المحن، مجد القيامة.








All the contents on this site are copyrighted ©.