البابا يحتفل بالذبيحة الإلهية لمناسبة عيد انتقال مريم العذراء بالنفس والجسد إلى السماء

لمناسبة عيد انتقال العذراء مريم بالنفس والجسد إلى السماء احتفل البابا بندكتس السادس عشر صباح أمس الجمعة بالذبيحة الإلهية في رعية القديس توما دا فيلانوفا الحبرية في كاستيل غاندولفو.

قال البابا إن هذا العيد يشكل مناسبة يرتقي فيها المؤمنون مع مريم العذراء إلى العلى حيث يتأملون بجمال ورونق القداسة ويتنشقون رائحتها العبقة. ففي هذا اليوم تُحيي الكنيسة ذكرى انتقال العذراء بالنفس والجسد إلى السماء، وتتذكر أنه من خلال مريم بلغ سر المسيح ملأه، وأصبحت مريم باكورة البشرية الجديدة، إذ افتداها ابنها الإلهي، أنقذها من عبودية الموت ورفعها بالنفس والجسد إلى ملكوته السماوي. ففي هذا العيد يرفع المؤمنون أعينهم إلى السماء، حيث يملك الله، مصدرُ وجودنا وموطنُنا النهائي، إذ منه أتينا وإليه راجعون.

تابع البابا يقول: لقد رحلت مريم عن هذا العالم، كالمسيح ومع المسيح، لتسكن في بيت الآب. والعذراء والدتُنا تساعدنا على السير في الطريق المؤدية نحو الملكوت السماوي. مريم هي "حواء" الجديدة التي سارت على خطى "آدم" الجديد. وكما شاركته آلامه على طريق الجلجلة، شاطرته فرحه ومجده عند القيامة. إن المسيح انتصر على الموت بقوة حبه لنا الذي دفعه إلى الاحتضار على الصليب من أجل خطايا البشرية كلها. فالمحبة وحدها تُدخلنا ملكوت الحياة الأبدية.

وفي هذه المناسبة ـ قال بندكتس السادس عشر ـ يرفع المؤمنون تضرعاتهم وابتهالاتهم إلى والدة الله، ويدعونها "بابَ السماء"، "ملكة الملائكة" و"ملجأ الخاطئين". فلنسأل مريم العذراء، في عيد انتقالها بالنفس والجسد إلى السماء، أن تثبّت وتقوي إيماننا لنسير نحن أيضاً باتجاه السماء وندخل ملكوت الله حيث سبقنا المسيح وأمه مريم. هذا ثم منح البابا المؤمنين فيض بركاته الرسولية.