2008-07-23 15:37:11

الكاردينال إيفان دياس يلقي مداخلة في مؤتمر لامبيث الأنغليكاني حول الرسالة والعدالة الاجتماعية والتبشير


حاضر الكاردينال إيفان دياس رئيس مجمع تبشير الشعوب أمس الثلاثاء عن "الرسالة والعدالة الاجتماعية والتبشير" خلال أعمال مؤتمر لامبيث المنعقد حتى الثالث من آب أغسطس القادم في كانتربيري بالمملكة المتحدة، وهو لقاء الأساقفة الأنغليكان الذي يقام كل عشر سنوات.

شدد الكاردينال دياس على رسالة التبشير التي أوكلها يسوع تلاميذه وفي السنة التي تحتفل خلالها الكنيسة كلها بالألفية الثانية لولادة القديس بولس مضطهد المسحيين، المبشر العظيم ورسول الأمم، وسطر الرابط بين رسالة إعلان البشرى السارة وضرورة الاهتمام بالإخوة المعوزين من الناحية الاجتماعية والعدالة، وقال إن جوهر الإنجيل هو ترجمة المحبة إلى أعمال.

شاء يسوع أن تكون الكنيسة ديناميكية لتتمكن من تغيير وجه الأرض لأنها ملح الأرض ونور العالم والخمير في العجين. وأضاف الكاردينال دياس أن التبشير بالإنجيل بالنسبة لتلميذ المسيح ليس احتمالا بل وصية من الرب، وأن إعلان الإنجيل ما يزال واقعيا بعد مضي ألفي سنة. وشدد على أن المسيحي مرسل لإعلان بشرى يسوع المسيح الخلاصية وقيم الإنجيل من دون تنازلات ومساومات ونشرها في كل الأزمنة والقلوب والمنازل والثقافات.

وتحدث الكاردينال دياس عن التحديات التي تواجه التبشير اليوم مشيرا إلى  أن نور المسيح يجب أن ينير آفاقا جديدة وهي ساحات عصرية تحتاج إلى تبشير كوسائل الإعلام وعالم التقنيات والعلم والاتصالات السياسية والاجتماعية واللاجئين والمهاجرين. وأضاف أن مروحة الثقافات والأديان غير المسيحية لها تأثير كبير على طريقة التفكير والأداء وتبرز الأسئلة المطروحة حول هوية الإنسان وهدف الحياة، فلا تجد لها أجوبة في عالم ما بعد الحديث الذي همّش بُعدَ الحياة المتسامي وأهمية الله.

ولفت إلى أن مثالية الحياة المسيحية تبقى أحد السبل التبشيرية الناجعة في عالم اليوم المحتاج شهادة المسيحيين الصادقة، الذين يحيون أفراح العالم وآلامه ورجاءاته واضطراباته ولكنهم في العالم.

وتطرق الكاردينال دياس إلى المثاقفة والحوار الديني كسبيلين لتعزيز التبشير، فالمثاقفة عملية ترمي إلى تجسيد رسالة الإنجيل في الثقافات المحلية ومضامينها، ودعا جميع الأساقفة لدعم المبادرات الهادفة إلى الاندماج المتناغم بين الإيمان والثقافة عبر الفن والموسيقى والرقص والليتورجية.

أما فيما يختص بالحوار الديني، فأشار إلى العناصر الأصيلة والحسنة والمقدسة لدى التقاليد الدينية الأخرى التي تحمل تراثا روحيا يدعو للحوار البناء حول الاختلافات. فالحوار قائم على الإصغاء المتبادل والمحترم لاستشفاف ما هو مقدس وصالح من أجل التعاون والسلام.

وسطر الكاردينال دياس البعد المسكوني للتبشير فقال إنه واجب الروح القدس الوحيد الذي يحتاج إلى قنوات يفيض فيها من مواهبه وعطاياه، وشدد على أواصر الوحدة في كل كنيسة بين رعاتها ورعاياها، كي يتعزز الالتزام الرسولي ويتقوى فلا يترك مجالا لشهادة مناقضة تقوض ما أوصى به يسوع المسيح في إعلان إنجيله على العالم أجمع.








All the contents on this site are copyrighted ©.