2008-07-20 12:51:02

البابا يحتفل بالقداس الإلهي في ميدان راندويك لسباق الخيل ويتلو صلاة التبشير الملائكي مع الشبان المشاركين في اليوم العالمي للشبيبة


عند الساعة العاشرة من صباح هذا الأحد بتوقيت سيدني احتفل البابا بندكتس السادس عشر بالقداس الإلهي في ميدان راندويك لسباق الخيل منح خلاله سر التثبيت أربعة وعشرين شابا. استهل البابا عظته بالآية من أعمال الرسل "ستنالون القوة من الروح القدس الذي سينزل عليكم". وأضاف أن المسيح أتم وعده إذ أرسل الرب القائم من الموت في يوم العنصرة روحه القدوس ليحل على تلاميذه المجتمعين في العلية، ونالوا من الروح القدس قوة مكّنتهم من إعلان بشارة الإنجيل حتى أقاصي الأرض.

وتابع البابا: لقد أتيت إلى أستراليا كخليفة للقديس بطرس لأثبّت أخوتي وأخواتي بالإيمان ولأفتح أعينهم وقلوبهم على قوة روح المسيح وغنى مواهبه. وأصلي اليوم كيما يتحول هذا الجمع الكبير من الشبان إلى "علية جديدة" ينزل فيها روح الله على الحاضرين وتملأ محبته قلوبهم لينطلقوا حاملين المسيح إلى أنحاء العالم كافة.

وأكد البابا أن الكلمات التي قالها المسيح لتلاميذه "ستنالون القوة من الروح القدس الذي سينزل عليكم" موجهة لكل واحد منا، لكل مؤمن تصالح مع الله ووُلد من جديد بواسطة سر العماد. وأشار الحبر الأعظم إلى أن قوة الروح القدس هي قوة الحياة التي يهبها الله، إنها القوة التي تقود عالمنا نحو مجيء ملكوت الله، مضيفاً أن قوة الروح القدس ما تزال تحرك حياة الكنيسة، وحياة كل مؤمن من خلال الأسرار المقدسة. لكن محبة الله ـ تابع بندكتس السادس عشر ـ تبدل الإنسان الذي يفتح قلبه لها، ويتخلى عن اللامبالاة والتعب الروحي، ومن هنا تنبع ضرورة المواظبة على الصلاة اليومية، وعيش الأسرار والمشاركة في حياة الكنيسة.

بعدها تمنى البابا أن ينشأ جيل جديد من المسيحيين يساهم في بناء عالم تُحترم فيه حياة الكائن البشري، عالم خال من الأنانية والجشع، يصون كرامة الإنسان ويسوده الفرح والحرية الحقيقيان. ومضى يقول أيها الشبان الأعزاء، يريدكم الرب أن تكونوا "أنبياء" لهذه الحقبة الجديدة، أن تكونوا رسلا لمحبته، قادرين على اجتذاب الناس نحو الآب، وبناء مستقبل رجاء للبشرية برمتها. وفي ختام عظته سأل بندكتس السادس عشر شفاعة العذراء مريم والدة الكنيسة كيما يُعاش يوم الشبيبة العالمي الثالث والعشرون كـ"علية جديدة" لتضطرم نار محبة الروح القدس في قلوبنا كيما نواصل إعلان بشارة الرب القائم من الموت على الجميع.

 

كلمة البابا قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي

 

وفي ختام الاحتفال بالذبيحة الإلهية، وقبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي، كعادته ظهر كل أحد، توجه البابا للمؤمنين الحاضرين في مديان راندويك لسباق الخيل في سيدني قائلا: إن الروح القدس منح مريم العذراء قوة الإجابة بنعم على دعوة الله لها، وساعدها على فهم السر العظيم الذي سيتحقق بواسطتها. لقد عانقها روح الله بمحبته وجعلها قادرة على حمل ابن الله في أحشائها.

وقال البابا إن هذا الحدث يشكل نقطة مركزية في تاريخ علاقة الله مع شعبه. ففي تلك اللحظة كانت مريم العذراء تمثل البشرية كلها. ففي رسالة الملاك جبرائيل أراد الله إقامة علاقة وطيدة مع البشرية جمعاء، كعلاقة الزوج بالزوجة، ومريم العذراء أجابت باسمنا جمعاً قائلة "نعم". لكن انصياع مريم لمشيئة الله سبب لها صعوبات وآلاما كثيرة، فقد تنبأ سمعان الشيخ بأن سيفاً سيخترق قلبها. فقد اختبرت الألمَ الشديد عندما صُلب يسوع كأي أم تشاهد ابنها الوحيد يحتضر ويموت أمام عينيها. لكن مريم العذراء وعلى الرغم من هذه التجارب كلها، ظلت أمينة لوعدها بمساعدة الروح القدس، وكافأها الله بالمجد.

أيها الشبان الأعزاء ـ تابع الحبر الأعظم ـ إننا مدعوون نحن أيضاً وعلى غرار مريم العذراء إلى البقاء أمناء لكلمة "نعم" التي قبلنا من خلالها علاقة الصداقة مع المسيح، وكلنا ثقة بأن الرب لن يتخلى عنا أبدا، ويساعدنا على الدوام من خلال مواهب روحه القدوس.

في ختام تلاوة صلاة التبشير الملائكي وقبل أن يمنح الحاضرين بركاته الرسولية شكر البابا جميع المشاركين في اليوم العالمي للشبيبة 2008، وقال: آمل أن أراكم من جديد بعد ثلاث سنوات، في العام 2011 عندما سيُنظم اليوم العالمي للشبيبة في مدريد. وبانتظار هذا الموعد لنتابع الصلاة من أجل بعضنا البعض، ولنشهد بفرح للمسيح أمام العالم كله.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.