2008-07-18 16:15:41

البابا يزور جامعة "نوتر دايم" ويلتقي مجموعة من الشبان والشابات الذين استعادوا حياتهم الطبيعية بعد اختبار الإدمان على المخدرات


عند الساعة السادسة والنصف من مساء الجمعة بتوقيت سيدني توجه البابا بندكتس السادس عشر إلى حرم جامعة "نوتر دايم" الكائنة في حي "دارلينغ هورست" حيث التقى مجموعة من الشبان والشابات الذين استعادوا حياتهم الطبيعية بعد اختبار الإدمان على المخدرات. وجه البابا للحاضرين كلمة حذر فيها من مغبة عبادة "آلهة مزيفة" بعيدة كل البعد عن الإله الواحد والحق. وتتخذ هذه "الآلهة" أشكالاً كثيرة يُمكن اختصارها بأفكار ثلاثة: الخيور المادية، الحب المتملك والسلطة.

وأكد البابا أن الخيور المادية ضرورية للإنسان، لكنها تتحول إلى آلهة مزيفة عندما يحتفظ بها المرء لنفسه ويرفض مقاسمتها مع المحتاجين. بعدها أكد البابا أن الحب الحقيقي لا يعني السعي إلى امتلاك الشخص الآخر، أي الحبيب، بل على من يحب أن يضحي بنفسه من أجل حبيبه، ويكنّ له كل احترام وتقدير. أما فيما يتعلق بالسلطة، قال البابا إن استخدامها بطريقة ملائمة ومسؤولة يسمح بتبديل حياة الآخرين، لكن عندما تطغى شهوة السلطة على القادة السياسيين، ويصبح هدفهم الأوحد فرضَ مشيئتهم على الآخرين واستغلال الموارد الطبيعية لتحقيق مآربهم الخاصة تتحول السلطة إلى آلهة مزيفة، وتحمل في طياتها الموت لا الحياة.

بعدها أكد أن مثل "الابن الضال" في الإنجيل يُظهر لنا كيف يبتعد الإنسان عن طريق الموت ويعود إلى طريق الحياة. فقد ترك الابنُ والده وسافر، وراح يبحث عن آلهة "مزيفة". وبعد أن بذر كل ما كان يملكه وجد نفسه في حالة من الفقر والبؤس الشديدين، واتضح له عندئذ عمقُ محبة أبيه له الذي هب لمعانقته قائلاً: "ابني هذا كان ميتاً فعاش، وكان ضالاً فوُجد".

وفي ختام كلمته سأل البابا الروح القدس أن يقود خطوات الشبيبة على درب الحياة، وأن يكونوا مطيعين لله، ويعيشوا وفقاً لتعاليمه وأن يتخلوا عن الخيارات السيئة التي لا تقود إلا صوب الموت، متمنياً أن يقيموا علاقة صداقة متينةً مع يسوع المسيح. وقال: اختاروا الحياة، اختاروا المحبة وكونوا شهوداً أمام العالم كله للفرح الناتج عنهما.








All the contents on this site are copyrighted ©.