البابا يلتقي حاكم استراليا العام ورئيس الحكومة في قصر أدميراليتي هاوس بسيدني

انطلقت اليوم الزيارة الرسمية للبابا بندكتس الـ16 في سيدني، فأقيم له حفل استقبال رسمي في قصر أدميراليتي هاوس حيث التقى حاكم أستراليا العام الجنرال مايكل جيفري وتطرقا معا إلى مواضيع مختلفة كالبيئة والجفاف والغذاء والمياه والطاقة، كما اجتمع فيما بعد إلى رئيس الحكومة كيفين رود الذي بدا مضطلعا بفكر اللاهوتي بونهوفر وبحياة الأب كولبي وتناولت محادثاتهما الحوارَ ما بين الديانات والتعاون بين حكومتي كانبيرا وجاكرتا، وشكر الحبر الأعظم إسهام استراليا في عمليات حفظ السلام في العالم. 

وفي كلمة ألقاها في حفل الاستقبال الرسمي، سطر البابا الدوافع المشتركة التي تحدو بالشباب لعبور القارات والمحيطات للمشاركة في اليوم العالمي الـ23 للشبيبة، فقال إنهم أتوا ليكتشفوا ثقافة جديدة ويتقاسموا الإيمان مع شباب العالم أجمع حتى أقاصي المعمورة ويسلطوا الضوء على مثلهم العليا ويعودوا مزودين بفكرة بناء عالم أفضل. وشدد على أن عالما أفضل هو عالم تتعلم فيه الثقافات والأمم التعارفَ والاحترام المتبادلين، عالم يهَبُ رجاء ومستقبلا.

ولفت الحبر الأعظم إلى أن استراليا الأمة الفتية والمتعددة الأصول، ثمرة تلاقي ثقافات عديدة، تقدم مثالا ساطعا لهذا التلاقي الحضاري: الثقافة وحضارة السكان الأصليين، ثقافة المستعمرين الأوائل بداية القرن السابع عشر، وأخيرا المهاجرون من كل أنحاء الأرض الذين وجدوا موطئ قدم مرحبا في استراليا. كما ثمن في كلمته شجاعة الحكومة الاسترالية في تقديم الاعتذار إلى السكان الأصليين عن الظلم اللاحق بهم في الماضي، ما يعزز المصالحة والاحترام المتبادل في الشباب الحاضر اليوم في سيدني.

وقال البابا إن استراليا بلد مثالي في اهتمامه بالأجيال الفتية والطالعة كما في مسائل البيئة المتنوعة والحفاظ عليها، ومسطرا مشروع رئيس الحكومة الطموح لمكافحة انبعاث الغازات والاحتباس الحراري. هذا ووصف الأب الأقدس استراليا بأرض الميعاد للشبيبة الحاجة إليها للمشاركة في الحدث الضخم، اليوم العالمي للشباب في سيدني 2008.

وعلى أثر انتهاء الزيارة الرسمية وتبادل الهدايا الرمزية، غادر البابا بندكتس الـ16 قصر أدميراليتي هاوس إلى ضريح ماري كيللوب، مؤسسة راهبات القديس يوسف التي أعلنها البابا يوحنا بولس الثاني طوباوية خلال زيارته الرسولية إلى البلاد عام 1995. وصلى الحبر الأعظم على ضريح من نذرت نفسها لخدمة الفقراء والأميين، قائلا إنها "من ألمع الشخصيات في تاريخ استراليا، ومعين إلهام لكل الأستراليين".

وتجدر الإشارة إلى أن البابا بندكتس الـ16 أرسل يوم الثلاثاء أول رسالة قصيرة أس أم أس عبر الهاتف الخلوي إلى الشباب المشاركين في اليوم العالمي للشبيبة وجاء فيها: "صديقي الشاب- الشابة، إن الله وشعبه ينتظران الكثير منك، لأنك تحمل في قلبك هبة الله الأسمى، روح يسوع المسيح. بندكتس الـ16".

هذا وقامت شركة المواصلات الهاتفية الاسترالية "تلسترا" بإنشاء ثماني محطات مؤقتة لتسهيل إرسال الشباب رسائل قصيرة إلى ذويهم وأصدقائهم. كما تم إنشاء أربعة أسوار ضخمة للصلوات الرقمية بالقرب من دار الأوبرا في سيدني، تمكن الحجاج من ترك رسائل صلواتهم عليها.