2008-07-13 15:02:43

إنجيل الأحد: محطة روحية عند كلمة الحياة


في ذلك اليوم خرج يسوع من البيت، وجلس بجانب البحر. فازدحمت عليه جموع كثيرة، حتى إنه صعد إلى سفينة وجلس فيها، والجمع كله قائم على الشاطئ. فكلّمهم بالأمثال على أمور كثيرة قال: "هوذا الزارع قد خرج ليزرع. وبينما هو يزرع، وقع بعض الحَب على جانب الطريق، فجاءت الطيور فأكلته. ومنه ما وقع على أرض حجِرة لم يكن فيها تراب كثير، فنبتَ من وقته لأن ترابه لم يكن عميقا. فلما أشرقت الشمس احترق، ولم يكن له أصل فيبس. ومنه ما وقع على الشوك فارتفع الشوك فخنقه. ومنه ما وقع على الأرض الطيبة فأثمر، بعضه مائة، وبعضه ستين، وبعضه ثلاثين. فمن كان له أذنان فليسمع!".

فدنا منه تلاميذه وقالوا له: "لماذا تكلمهم بالأمثال؟" فأجابهم: "لأنكم أعطيتم أنتم أن تعرفوا أسرار ملكوت السموات، وأما أولئك فلم يعطوا ذلك. لأن من كان له شيء، يعطى فيفيض. ومن ليس له شيء، ينتزع منه حتى الذي له. وإنما أكلمهم بالأمثال لأنهم ينظرون ولا يبصرون، ولأنهم يسمعون ولا هم يفهمون. وفيهم تتم نبوءة أشعيا حيث قال: "تسمعون سمعا فلا تفهمون، وتنظرون نظرا فلا تبصرون. فقد غَلُظ قلب هذا الشعب وأصمّوا آذانهم عن السماع وأغمضوا عيونهم لئلا يبصروا بعيونهم ويسمعوا بآذانهم ويفهموا بقلوبهم ويتوبوا فأشفيهم".

وأما أنتم، فطوبى لعيونكم لأنها تبصر، ولآذانكم لأنها تسمع. الحق أقول لكم إن كثيرا من الأنبياء والصدّيقين تمنّوا أن يروا ما تبصرون فلم يروا، وأن يسمعوا ما تسمعون فلم يسمعوا. فاسمعوا أنتم مثل الزارع: كل من سمع كلمة الملكوت ولم يفهمها، يأتي الشرير ويخطف ما زُرع في قلبه: فهذا الذي زُرع في جانب الطريق. وأما الذي زرع في الأرض الحجِرة، فهو الذي يسمع تلك الكلمة ويتقبّلها لوقته فرحا، ولكن لا أصل له في نفسه، فلا يثبت على حالة. فإذا حدثت شدة أو اضطهاد من أجل الكلمة عثر لوقته. وأما الذي زُرع في الشوك فهو الذي يسمع تلك الكلمة، ويكون له ممن همّ الحياة الدنيا وفتنة الغنى ما يخنق الكلمة فلا تخرج ثمرا. وأما الذي زُرع في الأرض الطيبة، فهو الذي يسمع تلك الكلمة ويفهمها فيثمر ويعطي بعضه مائة، وبعضه ستين، وبعضه ثلاثين". (متى 13/1-23)

 

قراءة من أقوال الرهبان والنساك

 

قال أحد الشيوخ: "قبل كل عمل من أعمالي، من أصغرها إلى أكبرها، أبدأ في التفكّر والتبصّر، أيُ ثمرة سيعطي، سواء في الأفكار أم في الأعمال". وقال آخر: "طوبى للرجل الذي يحتفظ برباطة جأشه في المحنة، شاكرا". وقال أحدهم: "عندما تتكلم، تكلّمْ كرجل حرّ وليس كعبد". وأضاف آخر: "يستحيل على الإنسان أن يتقدم بفضيلة واحدة بدون أن يحفظ لسانه، لأن أولى الفضائل هي المحافظة على اللسان". وعلق أحد الشيوخ قائلا: "ثلاثة أمور هي رئيسة: مخافة الرب، الصلاة المتواصلة وعمل الخير للقريب".








All the contents on this site are copyrighted ©.