2008-06-25 14:52:40

البابا يتحدث عن القديس مكسيموس المعترف: القيم الإنسانية لا تجد بعدها الحقيقي إلا في المخلص الأوحد يسوع المسيح الذي لأجله يحيا الإنسان ويموت


"الحرية الحقة تقوم على قول نعم وعلى الانفتاح ومطابقة الإرادة الذاتية حسب مشيئة الله، وليس على قول لا والانغلاق" كلمات مضيئة من القديس مكسيموس المعترف أحد آباء الكنيسة الشرقية البارزين الذي تحدث عنه البابا بندكتس الـ16 خلال مقابلته العامة المعتادة في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان والتي حضرها زهاء 30 ألف شخص تحت شمس حارة تحميهم منها القبعات والمظلات الملونة.

استعرض البابا حياة القديس مكسيموس الذي ولد في فلسطين نحو العام 580 واستحق لقب "معترف" بسب شجاعته الفائقة في الشهادة بشغف والجهر بإيمانه بالمسيح يسوع، الإله الإنسان. اعتنق الحياة الرهبانية وتكرس لدراسة الكتب المقدسة في فلسطين ثم انتقل إلى القسطنطينية وارتحل عنها إلى أفريقيا الشمالية حيث استقر مدافعا عن عقيدة الكنيسة المستقيمة ضد من يقول بألوهية المسيح ناكرا إنسانيته.

شارك في مجمع اللاتران الذي انعقد في روما عام 649 بدعوة من البابا مرتينوس الأول للدفاع عن مشيئتي المسيح الإلهية والإنسانية رافضا بذلك قرار وإيمان الإمبراطور القائل بالمشيئة الواحدة للمسيح، فحكم على البابا بالموت منفيا. وإذ بلغ الثمانين من العمر، مَثُل مكسيموس أيضا أمام القضاء فأدانته المحكمة الإمبراطورية بالهرطقة وحكمت عليه بقطع لسانه وبتر يده اليمنى، فتوفي نتيجة الآلام المبرحة في 13 آب أغسطس عام 662.

وسطر الحبر الأعظم تألق القديس مكسيموس في الدفاع عن إنسانية المسيح ضد من يقرون بطبيعته الإلهية فقط، فقال إن الإنسان من دون إرادة ليس بإنسان، كذلك من دون إرادة بشرية ما استطاع يسوع المسيح أن يكون إنسانا حقا ويعيش مأساة الجنس البشري: هناك وحدة في شخص المسيح.

ويشدد مكسيموس، تابع البابا، على أن آدم كان يعتقد بأن قول لا هو قمة الحرية، وأن من يمكنه التلفظ بلا هو حر حقا، وهكذا قال لا لله. أما المسيح فتخطى الطبيعة البشرية التي اتخذها فطابق إرادته ومشيئة الله حين قال نعم لتكن مشيئتك لا مشيئتي.

قال البابا إن مكسيموس المعترف طوّر فكرة الليتورجية الكونية وقوامها ومحورها المسيح، وبسبب الخطيئة الأصلية، لم يقدر الإنسان على تحقيق وإنجاز مخطط توحيد الكون، لذا استطاع ابن الله وحده تحقيق هذا المشروع وإتمامه بطبيعتيه الإنسانية والإلهية.

واستنادا إلى حياته وفكره الذي يدور حول المسيح، تمنى الحبر الأعظم أن يقتدي المسيحيون بشهادة مكسيموس المعترف ويرفضوا كل تنازلات باسم حوار مزيف وتسامح غير واضح، وشدد على أن القيم الإنسانية لا تجد بعدها الحقيقي إلا في المخلص الأوحد يسوع المسيح الذي لأجله يحيا المسيحي ويموت. وبعد أن وجه تحياته بلغات مختلفة، منح البابا بندكتس الـ16 المؤمنين والحجاج بركته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.