2008-06-18 14:53:10

البابا في مقابلته العامة يتحدث عن القديس إيزيدورس أسقف إشبيلية: محبة الله في التأمل ومحبة القريب بالعمل


أعرب البابا بندكتس الـ16 اليوم الأربعاء عن قربه الروحي من جميع المشاركين في المؤتمر القرباني الدولي التاسع والأربعين الذي يجري حاليا في كيبيك بكندا حول موضوع: "الإفخارستيا عطية الله لحياة العالم"، وتمنى أن يكون للجماعات المسيحية الكندية وللكنيسة الجامعة زمنا قويا للصلاة والتفكير والتأمل بسر الإفخارستيا المقدسة.

كذلك أمل الأب الأقدس أن يشكل المؤتمر مناسبة مؤاتية للتأكيد على إيمان الكنيسة بحضور المسيح الحقيقي في القربان المقدس على المذبح، ورفع الصلاة كي ينعش هذا المؤتمر في نفوس المؤمنين، في كندا كما في دول العالم، اليقين بتلك القيم الإنجيلية والروحية التي صهرت هويتهم على مر التاريخ.

وكانت ساحة القديس بطرس بالفاتيكان اكتظت بحشود المؤمنين والحجاج للإصغاء إلى تعليم البابا بندكتس الـ16 في مقابلته العامة المعتادة التي تحدث خلالها عن أحد آباء الكنيسة اللاتينية وهو القديس إيزيدورس أسقف إشبيلية، آخر آباء الكنيسة القديمة، الذي عاش في القرنين السادس والسابع.

كان إيزيدورس شقيق لياندروس أسقف مدينة إشبيلية وصديق البابا القديس غريغوريوس الكبير وقد اكتسب معرفة وعلما دلت عليها مؤلفاته لما فيها من اطلاع واسع على الثقافة الكلاسيكية الوثنية وتعمق في الثقافة المسيحية. وفي عام 599 خلف إيزيدورس شقيقه على الكرسي الأبرشي بإشبيلية وظل أسقفا عليها حتى مماته متميزا بغيرته وتفانيه. شارك في مجمع توليدو (طليطلة) وقيل عنه إنه علاّمة عصرنا اللامع وفخر الكنيسة الكاثوليكية.

وسطر البابا صراع إيزيدورس الداخلي والدائم بين التشوق إلى حياة التوحد متفرغا للتأمل بكلمة الله وبين متطلبات المحبة المسيحية نحو الإخوة المحتاجين عالما حق العلم، لكونه أسقفا، أنه مؤتمن على خلاصهم.

ورغم الظروف السياسية المعقدة في ذلك الزمان، تابع البابا، ورغم صعوبة العلاقات بين الهراطقة والبدع واليهود، عمل على تنشئة شعبه ورعيته بشكل ملائم كي يجد وحدته السياسية والدينية.

ولعمق معرفته وسعة علمه، قابل القديس إيزيدورس بين الحداثة المسيحية والإرث الأدبي والفلسفي الكلاسيكي فلم يقلل من شأن الخبرة البشرية التي أغنت تاريخ بلاده والعالم، ولكنه لم يفلح في تمرير المعارف التي اكتسبها تحت مجهر الإيمان المسيحي المطهر.

وختم البابا كلامه قائلا إن حياة القديس إيزيدورس كان سعيا متواصلا للتأمل بالله والحوار معه عبر الصلاة ومطالعة الكتاب المقدس والعمل لخدمة الجماعة والرعية، وأمل أن تكون حياته أمثولة كبرى لنا، نحن المدعوين لنشهد ليسوع المسيح في بداية الألفية الجديدة.

وأثناء تحياته بلغات مختلفة، رحب الأب الأقدس بحضور وفد صغير من الناجين من المحرقة النازية باللغة الإنكليزية، ثم منح جميع المؤمنين والحجاج بركته الرسولية.   








All the contents on this site are copyrighted ©.