البابا يستقبل أساقفة بنغلادش في ختام زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية

استقبل البابا بندكتس السادس عشر صباح الخميس في القصر الرسولي بالفاتيكان أساقفة بنغلادش في ختام زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية. وجه الحبر الأعظم لضيوفه السبعة كلمة استهلها متحدثاً عن الصفات الواجب أن يتحلى بها كل أسقف، وأشار إلى أن رعاة الكنيسة مدعوون إلى عيش حياة القداسة وسط شعب الله الموكل إلى رعايتهم. ورفع البابا الشكر لله على نمو الجماعات الكاثوليكية في بنغلادش بالإيمان على الرغم من الصعوبات والتحديات الجمة.

هذا وحيا بندكتس السادس عشر الجهود الحثيثة التي يبذلها أساقفة بنغلادش لتربية الكاثوليك على الإيمان المسيحي، وهذا ما يتطلب توفير تنشئة ملائمة لمعلمي الدين في المدارس. ثم أعرب البابا عن ارتياحه الكبير لارتفاع عدد الدعوات للحياة الكهنوتية والرهبانية في البلد الآسيوي، داعياً الأساقفة إلى السهر على تنشئة كهنة ورهبان الغد، ليكونوا قدوة للكنيسة المحلية، ويأتوا بثمار وافرة وسط شعب الله.

بعدها ذكر الحبر الأعظم الحاضرين بأن الكنيسة الكاثوليكية تضع نفسها في خدمة البشرية جمعاء، وهذا الالتزام يساهم في تعزيز التعايش السلمي وسط العائلة البشرية، واعتبر أن على الأساقفة التعاون مع أتباع الديانات الأخرى وجميع الأشخاص ذوي الإرادة الحسنة بحثاً عن الخير العام. وحيا البابا الجهود التي تُبذل في بنغلادش من أجل تعزيز الحوار بين الأديان، مشجعاً رعاة الكنيسة المحلية على السير قدماً في هذا الاتجاه.

وأكد بندكتس السادس عشر أن للحوار الصادق ـ المرتكز إلى الاحترام المتبادل والحقيقة ـ تأثيراً إيجابياً على الحياة الاجتماعية، مشيراً إلى ضرورة أن يكون رجال الدين والعلمانيون الكاثوليك مستعدين لهذا الحوار من خلال التعمق في إيمانهم من جهة والتعرف ـ من جهة ثانية ـ على باقي الأديان والمعتقدات، لاسيما الإسلام، الهندوسية والبوذية.

وفي ختام كلمته ذكر البابا الأساقفة ومن خلالهم المؤمنين الكاثوليك في البلد الآسيوي بأن حضورهم كأقلية بنغلادش ليس إلا علامة للتبشير بالإنجيل الذي انطلق من أورشليم واليهودية ليبلغ أقاصي الأرض. ثم أكد البابا لضيوفه أنه يرافق الكنيسة الكاثوليكية من خلال الصلاة وذكرهم بكلمات المسيح القائل: "هاءنذا معكم طوال الأيام إلى نهاية العالم" (متى 28: 20)، ثم منح رعاة الكنيسة في بنغلادش ومؤمنيها فيض بركاته الرسولية.