2008-06-10 15:45:56

البابا يفتتح المؤتمر الكنسي لأبرشية روما: لنتربى يوميا على الرجاء الذي ينضج الألم


افتتح البابا بندكتس السادس عشر، عند الساعة السابعة والنصف من مساء أمس الاثنين في كاتدرائية مار يوحنا في اللاتران، أعمال المؤتمر الكنسي الذي نظمته أبرشية روما حول موضوع: "يسوع القائم من الموت: التربية على الرجاء من خلال الصلاة، والعمل والألم" ووجه خطابا مسهبا للكهنة والرهبان والراهبات والمؤمنين العلمانيين المشاركين في الأعمال.

ذّكر البابا بالعائلة التي كانت موضوع المؤتمر نفسه طيلة ثلاث سنوات وتخص الكنيسة والمدرسة والمجتمع برمته، وشدد على أهمية التربية من منظور الرجاء اللاهوتي الذي يتغذى بالإيمان والثقة بالله في يسوع المسيح الذي أوحى ذاته صديق الإنسان. فيسوع القائم من الموت هو حقاً الأساس والركن الذي إليه يستند ويرتكز إيماننا ورجاؤنا.

وفي ضوء يسوع القائم من الموت، تابع البابا، ندرك أبعاد الإيمان المسيحي حين نتحرر من تلك المغالطات والطروحات المزيفة التي ضيقت الخناق حول إيماننا وأضعفته طوال قرون عديدة. ولفت إلى أنه من الضروري عيش الرجاء المسيحي والتربية عليه الذي يقتضي انفتاح القلوب على الله كما والعقول والحياة بجملتها فنكون بين أقراننا وإخوتنا شهودا صادقين.

وعن الطريقة الصحيحة للصلاة قال البابا إنها تمر عبر مسيرة تنقية داخلية مستمرة، تجدد الحياة وتحررها وتفتح أبوابها على الله والبشر؛ فمع الرجاء تنمو محبة الله والقريب.

وأشار إلى ضرورة إسهام المسيحيين، على أنهم تلاميذ يسوع، في تجميل مظهر مدينة روما وجعلها أكثر إنسانية وأخوّة بهدف تنشيط وإحياء رجائها وفرحها بانتمائها المشترك، من خلال التربية وتنشئة الشخص والفرد ومواجهة المشاكل الملموسة بروح بناء، والسعي لتأمين فرص العمل والمساكن للشباب خصوصا. كما دعا لضمان الأمن في العاصمة والوقوف بجانب الفقراء وإبعاد شبح التهميش الاجتماعي عن المهاجرين وتأمين فسحة حياة له تحت سقف احترام القانون.

لا أحد يستطيع محو واستئصال الألم كله والمعاناة من العالم وتجفيف منابعه، أضاف الحبر الأعظم، وليس في الهرب والتخاذل أمام الألم يتعافى الإنسان بل بالقدرة على تقبل الاضطرابات والنضوج فيها بالاتحاد مع المسيح لإيجاد معنى شاف، كما دلّت خبرة القديسين والشهداء.

لنتربى يوميا على الرجاء الذي ينضج الألم، قال البابا، ولننمو أيضا بالرجاء من خلال المعونة اليومية الملموسة من ذوينا وأقربائنا وأصدقائنا الذين يمنحونا حبا ورحمة في أوقات الشدة والألم والمعاناة. وإذ سأل المشاركين في المؤتمر الكنسي الحفاظ على عطية الرجاء الثمينة في داخلهم ويغذوها ويقووها بالصلاة الدائمة، منح الأب الأقدس الجميع بركته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.