2008-06-07 15:11:10

البابا يدعو المشاركين في المؤتمر الأوروبي السادس للأساتذة الجامعيين إلى إحياء تدريس الفلسفة في الجامعات والمدارس


استقبل البابا بندكتس الـ16 اليوم السبت في القصر الرسولي بالفاتيكان المشاركين في المؤتمر الأوروبي للأساتذة الجامعيين الذي جرى في روما ودار حول موضوع "توسيع آفاق العقلانية والتطلعات المستقبلية للفلسفة"، وقد دعا إليه أساتذة جامعات روما ونظمه مكتب الراعوية الجامعية التابع لنيابة أبرشية روما بالتعاون مع مؤسسات إقليم ومحافظة وبلدية روما.

وجه الحبر الأعظم كلمة إلى ضيوفه أكد فيها ضرورة إحياء تدريس الفلسفة في الجامعات والمدارس وحثهم على التعاون المثمر والبناء بين أساتذة مختلف المعاهد والجامعات في روما وأوروبا ودعا لمواصلة البحث الفلسفي عبر استثمار طاقات فكرية وإشراك الأجيال الجديدة في هذا الالتزام.

وقال البابا إن أزمة الحداثة ليست مرادفة لأفول الفلسفة بل يجب أن تجند الفلسفة طاقاتها في مسار بحث علمي لإدراك حقيقة هذه الأزمة وتحديد تطلعات مستقبلية جديدة؛ ولأن الحداثة تظهّر مسألة أنتروبولوجية معقدة، فهي بالتالي تتضمن تخطيطا جديدا، يدرك حقا طبيعة الإنسان. كما رأى في انفتاح بعض الباحثين الفلسفيين علامة أكيدة لرغبة صادقة في الخروج من الاكتفاء الذاتي للتفكير الفلسفي.

وإذ شدد البابا على أهمية موضوع المؤتمر المطابق وتطلعات الكثير من الرجال والنساء في عصرنا الذين يسعون إلى انفتاح وتوسيع آفاق العقلانية، ذكّر بما جاء في كتابه "مدخل إلى المسيحية" من أن الإيمان المسيحي اعتمد خيارا واضحا منذ البداية: الوقوف مع إله الفلسفة ضد آلهة الدين، مشيرا إلى أن خطر استغلال الديانة بشكل عام والمسيحية بنوع خاص كظاهرة سرية أصبح اليوم أكثر واقعية.

ليست المسيحية رسالة إعلامية بل هي صيغة المضمون، أضاف بندكتس الـ16، والإيمان المسيحي لا ينغلق على عالم مجرد من النظريات بل يجب أن يحيا اختبارا تاريخيا ملموسا حيث يقيّمه البحث اللاهوتي ويطلق حوارا خصبا مع الفلسفة. وقال إن الرغبة في كمال إنسانية ينتظر طروحات مناسبة، فالإيمان المسيحي مدعو لتحمل هذه الطارئة التاريخية وإشراك كل البشر ذوي الإرادة الطيبة في هذه المهمة. وعلى هذا الحوار بين الإيمان والعقل أن ينطلق من وضع الإنسان الملموس وتطوير فكر يتقبل الحقيقة الكينونية والماورائية.

وأعرب البابا عن أمله، في ختام كلمته إلى المشاركين في المؤتمر الأوروبي السادس للأساتذة الجامعيين، أن تكون هذا اليوبيل الألفي الثاني لولادة القديس بولس، رسول الأمم، مناسبة خيرة لاكتشاف خصب الإنجيل التاريخي وإمكانياته الفائقة للثقافة المعاصرة. هذا ثم منح الجميع بركته الرسولية.

  








All the contents on this site are copyrighted ©.