2008-05-28 15:25:41

البابا يضيء في مقابلته على شخصية القديس غريغوريوس الكبير أسقف روما، رجل الله والعارف باحتياجات ناس عصره


وسط جو روما الحار وأمام الآلاف من الحجاج والمؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، أضاء البابا بندكتس الـ16 على شخصية أحد كبار آباء ومعلمي الكنيسة الغربية وهو القديس غريغوريوس الكبير أسقف روما من عام 590 حتى 604، وقال: كان حقا بابا عظيما ومعلما كبيرا في الكنيسة.

ولد غريغوريوس في روما حول العام 540 من عائلة نبيلة نشأت على الإيمان المسيحي وحب الكنيسة والإخلاص للكرسي الرسولي. اختار العمل في الشأن العام أسوة بأبيه وأصبح محافظ مدينة روما، وعرف باستقامته وحسن تنظيمه الإداري والمدني ومعرفته باحتياجات ناس عصره.

وعن ذلك الرجل الغائص في الله، قال بندكتس إن هذه المشاغل المدنية لم تروِ ظمأه وشوقه الشديد إلى الله، فاعتزل الحياة العامة ليعيش في منزله حياة رهبانية زاهدة. وأضاف أنه عرف كيف يجد سلاما ويهب رجاء في تلك الأوقات العصيبة، ودلّ على منابع السلام الحقيقية من حيث يأتي الرجاء الحق لزمننا الحاضر.

سامه البابا بيلاجيوس شماسا وأرسله كسفير إلى القسطنطينية لحل أزمة بدعة المونوفيزية وطلب مؤازرة الإمبراطور البيزنطي ضد اللونغوبارديين في شمال إيطاليا، وهناك تعرف غريغوريوس عن كثب على الروحانية والحياة الرهبانية البيزنطية. وعلى أثر انتهاء مهمته وعودته إلى روما، عينه البابا بيلاجيوس أمين سره الخاص.

انتخب بابا وأسقفا على مدينة روما، فعمل جاهدا بروح النظام والانضباط الذي تحلى به لإرساء الوفاق والسلام والعدالة والمحبة في رعيته، وشجع الأساقفة على إدارة شؤون كنائسهم وأبرشياتهم على مثال المجتمع المدني في عصره، في النزاهة واحترام الشرائع والقوانين المرعية. أقدم على حل كثير من المسائل الكنسية الداخلية بحزم وجرأة كما ساهم في إيجاد حلول لمشاكل سياسية واجتماعية متحليا بالصبر والقوة ومعتمدا الوسائل الدبلوماسية للتفاوض، من دون أن يتخلى عن حياته الروحية الداخلية لتقديس نفسه.

نال ثقة رعاياه ولقب بمشير الله، تابع البابا، فكانت لديه المقدرة على معالجة الأمور والشؤون الكنسية بحكمة ونباهة وعلى اتخاذ القرارات المناسبة والحاسمة. ولفت الأب الأقدس إلى أن غريغوريوس الكبير، وعلى خلاف الإمبراطور البيزنطي الذي اعتبر اللونغوبارديين برابرة ومتوحشين ويجب الإجهاز عليهم، نظر إلى أولئك نظرة الراعي الصالح الحريص على نقل بشرى الإنجيل السارة إليهم وإقامة علاقات أخوة ومودة معهم.

أبدى غريغوريوس شديد الاهتمام في روما كما في سائر مناطق إيطاليا بالتنظيم الإداري والحرص على إرث الكنيسة وخيورها الزمنية والروحية وعلى دعم المرسلين وعملهم التبشيري بحسب قواعد العدالة والرحمة. وأشار البابا إلى أن غريغوريوس الكبير ولوهن صحته وبحة صوته، كان يكل قراءة عظاته إلى شماس فيتلوها بدوره بصوت عال، وعلق الأب الأقدس مازحا: الحمد لله الذي وضع اليوم بين أيدينا المايكروفون!

وإذ سطر عمق تعليم البابا القديس غريغوريوس الكبير الذي يبقى مثالا وقدوة لعصرنا، وجه الحبر الأعظم تحياته إلى وفود المؤمنين والحجاج في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان ومنحهم من ثم بركته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.