2008-05-25 16:26:00

البابا قبل صلاة التبشير الملائكي: الافخارستيا مدرسة محبة وتضامن ومَن يتغذّى مِن خبز المسيح لا يستطيع أن يبقى لامباليا إزاء مَن هو محروم من الخبز اليومي


أطل البابا ظهر الأحد من نافذة مكتبه الخاص في الفاتيكان ليتلو مع وفود من المؤمنين والحجاج غصت بهم ساحة القديس بطرس صلاة التبشير الملائكي، واستهل كلمته قبل هذه الصلاة المريمية قائلا: يُحتفل اليوم الأحد في إيطاليا وبلدان عديدة بعيد جسد الرب، وقد جرى الاحتفال به في الفاتيكان ودول أخرى الخميس الفائت.

إنه عيد الافخارستيا ـ أضاف الأب الأقدس يقول ـ عطية رائعة من لدن المسيح الذي وفي العشاء الأخير، أراد أن يترك لنا تذكار فصحه، سر جسده ودمه، عربون حبه الكبير لنا. لأسبوع خلا، اتجهت أنظارنا إلى سر الثالوث الأقدس، أما اليوم فندعى لتوجيهها نحو القربانة المقدسة. هذا هو جمال الحقيقة المسيحية: الخالق وسيد كل الأشياء جعل ذاته "حبة حنطة" لتزرع في أرضنا؛ وخبزا ليُكسر ويُقاسم ويؤكل؛ وجعل ذاته غذاءنا ليعطينا الحياة، حياته الإلهية ذاتها. ولد في بيت لحم وتعني بالعبرية "بيت الخبز"، وحينما بدأ يعظ الجموع، أعلن أن الآب أرسله للعالم "خبزا حيا نازلا من السماء"، و"خبز حياة".

وتابع البابا قائلا إن الافخارستيا هي مدرسة محبة وتضامن، ومَن يتغذّى مِن خبز المسيح لا يستطيع أن يبقى لامباليا إزاء مَن هو محروم من الخبز اليومي حتى في أيامنا هذه. فوالدون كثيرون يتمكنون وبكثير من الجهد من تأمينه لأطفالهم. وهي مشكلة تزداد خطورة ويعمل المجتمع الدولي بجهد كبير لحلها. والكنيسة ـ أضاف الأب الأقدس ـ لا تصلي فقط "أعطنا خبزنا اليومي"، إنما تلتزم بكل الطرق، وعلى مثال ربها، "لتكثير الأرغفة الخمسة والسمكتَيْن" من خلال مبادرات عديدة للتنمية البشرية والتضامن، كيلا يحتاج أحد لما هو ضروري للحياة.

وتمنى البابا في ختام كلمته قبل صلاة التبشير الملائكي أن يشكل عيد جسد الرب مناسبة لمضاعفة اهتمامنا بالأخوة، لاسيما الفقراء، وذكّر بالاحتفال الخاص المرتقب مساء السبت المقبل الحادي والثلاثين من الجاري ـ وفي ساحة القديس بطرس ـ لمناسبة اختتام الشهر المريمي.

وبعد صلاة التبشير الملائكي، حيا بندكتس السادس عشر الحجاج الناطقين بالصينية الذين قدموا روما من جميع أنحاء إيطاليا لمناسبة اليوم العالمي للصلاة من أجل كنيسة الصين. وجه الأب الأقدس تحية قلبية بالصينية وقال: "أكل لمحبة الله الرحيمة جميع المواطنين الصينيين الذين ماتوا في هذه الأيام جراء الهزة الأرضية التي ضربت مناطق شاسعة في بلادكم، وأجددُ قربي من جميع العائشين أوقات ضيق وألم".

وتمنى البابا أن يتمكن سكان تلك المناطق ـ وبفضل التضامن الأخوي ـ من العودة سريعا إلى حياتهم اليومية، سائلا مريم العذراء، أم المعونة، سيدة شيشن، أن تؤازر جميع من هم في الصين ـ وعلى الرغم من المصاعب اليومية ـ يواصلون الإيمان والرجاء والمحبة، كيلا يخافوا أبدا من أن يكلموا العالم عن يسوع، ويبقوا على الدوام شهودا مصداقين لمحبة يسوع، ومتحدين بصخرة بطرس والتي عليها بُنيت الكنيسة.








All the contents on this site are copyrighted ©.