2008-05-22 15:07:25

البابا يوجه رسالة إلى المشاركين في اليوم الكاثوليكي الألماني الـ97 في أوزنابروك بألمانيا


"سلام المسيح ربنا، المصلوب والقائم من الموت، الحاضر دوما جنب كنيسته، يكون معكم دائما!" بهذه الكلمات حيا البابا بندكتس الـ16 المشاركين في افتتاح اليوم الكاثوليكي الألماني الـ97  في ساحة كاتدرائية القديس بطرس في أوزنابروك بألمانيا، شاكرا الأسقف المكاني والمعاونين واللجنة المركزية للكاثوليك الألمان التي نظمت هذا الاحتفال بالتعاون مع الأبرشية، وتطرق في الرسالة التي وجهها إلى شعار اللقاء المستوحى من سفر المزامير في الكتاب المقدس: "إلى الرُّحبِ أخرجَني" (مز 18/20).

سأل البابا في رسالته عن ماهية "الرحب" الذي يقود إلى الله الذي تحدث عنه المزمور 18، فأشار إلى أن كثيرين اليوم يخشون أن يطغى الإيمان على حياتهم ويحد من حريتها، إذ إنهم كالابن الأصغر الضال مجبرون على الرحيل متخلين عن الله ليتمتعوا برحب الكون أجمع، فيغدو الرحب ضيقا وفارغا في نهاية المطاف.

وشدد البابا في رسالته على أن الإنسان مدعو إلى اللانهاية، إذ لا شيء يملأ حياته ويكفيها غير الله وحده. فمن يتخلى عن الله، يحد من الحياة ويصير العالم منتهيا. والقلب إذا ما انفتح على الله يصبح بملء الله سخيا ورحبا ويمسي الإنسان حرا، كريما ومنفتحا على دعوة الله، إذ يعطي ذاته بثقة لأنه حيثما حلّ يشعر أن الله يضمه بأمان بين يديه.

وسأل الحبر الأعظم أن يؤول اللقاء مع الله عبر كلمته المحيية وخدمة الإفخارستيا إلى انفتاح القلوب فيحولها ينابيع تدفق إيمانا للقريب، وأن تنمي اللقاءات القريبة مع ممثلي الكنائس والديانات الأخرى (تنمي) حبنا لله المحبة الذي قلبه يتسع للكل.

وشدد البابا على أن الرحب الذي يخرجنا إليه الله هو رحب المستقبل أيضا، وهو ما سطره شعار اليوم الكاثوليكي الألماني كما قال يسوع نفسه:" ثقوا، أنا هو، لا تخافوا" (مرقس 6/50). فلا نفقدنّ الثقة ولا نخافنّ لأن الله يأتي لملاقاتنا ونصرتنا. وسأل المشاركين والمجتمعين في أوزنابروك كي يشاركوا في صنع المستقبل وابتكاره وابتداعه عبر الانصهار في مناظرات الحاضر وبالتعاون مع الكهنة والأساقفة والاتكال على معونة الله.

وأعرب البابا بندكتس الـ16 في ختام رسالته عن سروره بمشاركة الآلاف في هذا الحدث الكبير في أوزنابروك الهادف إلى ترسيخ الإيمان والرجاء والمحبة في قلوب الجميع. وحث الكل على الاستفادة من اليوم الكاثوليكي الألماني الذي يقودهم فيه الله إلى رحب الإمكانيات والفرص التي يقدمها، إذ إن الحياة تغدو رحبة لمن يعيش حياته مع الله!








All the contents on this site are copyrighted ©.