البابا يقول إن الحرس السويسري مدرسة حياة

أعرب البابا بندكتس الـ16 عن تهانيه وتقديره للمتطوعين الجدد في الحرس السويسري البابوي وللمسؤولين عنهم وذلك خلال استقباله إياهم في القصر الرسولي بالفاتيكان صباح اليوم الاثنين برفقة ذويهم وعائلاتهم، ومعربا عن سروره بحضور أطفال "أزاهير العائلات الأكثر جمالا" ومنوها بمحبة يسوع المسيح لهؤلاء الصغار.

لعامين خليا، احتفل الحرس السويسري البابوي بمناسبة فريدة وزاهرة من تاريخه إذ مر على تأسيسه خمسة قرون وقدم أفراده العديد من الشهداء منذ سقوط 147 عنصرا منهم خلال حصار روما عام 1527 من أجل حماية البابا كليمان السابع.

وفي كلمته إلى زائريه، نوه البابا بوفاء الحرس السويسري المنوط به أمن وحماية الحبر الأعظم والقصر الرسولي، وثمن روح الإيمان الذي يدفع بكثير من الشبان السويسريين لترك أرضهم والمجيء إلى خدمة البابا في الفاتيكان.

وأشاد بمحبة الكنيسة الكاثوليكية التي يشهد لها عناصر الحرس السويسري، لا بالكلام وحسب، بل بشخصهم وحضورهم وزِيّهم المميز المعروف من القاصي والداني. ولفت البابا إلى أن زيهم التاريخي يخاطب الحجاج والسائحين من كل حدب وصوب ويخبر عن التزامهم خدمة الله وهم يخدمون خادم خدّامه أي البابا.

وتوجه البابا إلى المتطوعين الجدد، الذي سيؤدون اليمين غدا الثلاثاء، وحثهم على فهم الروح المسيحي والكنسي الذي هو أساس ومحرك عملهم وواجبهم، وعلى تعزيز الصلاة والحياة الروحية والاستفادة من مرافقة مرشدهم الروحي، كما دعاهم ليعيشوا الانفتاح والبساطة والوفاء.

وحض الأب الأقدس المتطوعين الجدد إلى احترام اختلاف الشخصيات والطبائع فيما بينهم، لأن كل عنصر يرتدي هذا الزي هو شخص فريد ومميز دعاه الله لخدمة ملكوت حبه وسلامه. وقال لهم إن الحرس السويسري هو مدرسة حياة، لافتا إلى أن كثيرين ممن خدموا قبلهم قد اكتشفوا دعوتهم الخاصة للزواج المسيحي، للكهنوت أم للحياة المكرسة.

وإذ شكر الحبر الأعظم جميع عناصر الحرس السويسري البابوي على سخائهم والتزامهم وحرصهم، سأل الرب أن يكافئهم ويغمرهم بخيراته السماوية، موكلا إياهم إلى حماية مريم العذراء الوالدية، منح الجميع بركته الرسولية.

تجدر الإشارة إلى أن ثلاثة وثلاثين متطوعا جديدا في الحرس السويسري البابوي سيقسمون الوفاء والإخلاص للحبر الأعظم ويؤدون اليمين تحت لواء العلم السويسري أمام ممثل أمانة سر دولة حاضرة الفاتيكان المطران فرناندو فيلوني، خلال احتفال سيجري غدا الثلاثاء 6 من الجاري في باحة القديس داماس من القصر البابوي. هذا ويشارك تقليديا في الاحتفال قائد الجيش السويسري الجنرال رولان نيف، كما يحل كانتون غريزون ولأول مرة ضيفا على الاحتفال ويمثله شتيفان أنغلير رئيس الحكومة السويسري.