2008-04-27 14:22:37

البابا يمنح السيامة الكهنوتية لـ29 شماسا في البازيليك الفاتيكانية: كونوا رسل فرح الإنجيل فاليوم يشرككم المسيح بكهنوته


"لقد وفرت لها الفرح" (أشعيا 9/2)، كلمات من الكتاب المقدس استهلها البابا بندكتس الـ16 في بداية عظته التي ألقاها لمناسبة منحه السيامة الكهنوتية لتسعة وعشرين شماسا من أبرشية روما اليوم الأحد في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان.

تحدث الأب الأقدس عن رسالة الشماس فيلبس في السامرة حيث "عمّ تلك المدينة فرح عظيم" (أع 8/8) وهي عبارة لا تفصح عن فكرة أو مفهوم لاهوتي بل تتكلم على حدث مكاني غيّر مجرى حياة الأشخاص إذ "كانت الجموع تصغي بقلب واحد إلى ما يقوله فيلبس"، وبسبب قبولهم البشرى أجرى الله على يده المعجزات "وشُفي كثير من المقعدين والمرضى".

هذه هي رسالتكم أيضا، قال البابا للشمامسة، أن توصلوا الإنجيل إلى كل الناس فيعرفوا ويختبروا فرح المسيح ويعمَّ الفرح كل مدينة. أن تعلنوا وتشهدوا للفرح، هو نواة رسالتكم المركزية. ويسمي بولس الرسول سفراء الإنجيل ويدعوهم خدام الفرح، حين كتب إلى أهل كورنتس: "بل نحن نعاونكم على فرحكم، فأنتم على الرجاء ثابتون" (1 كور 1/24). فيجب أن يضطرم نار الإنجيل في داخلكم وأن يحلّ فرح الرب فيكم، تابع البابا، فتكونوا هكذا معاونين على فرح الآخرين.

وشدد البابا على الأهمية التعبيرية لوضع يد الأسقف على رأس المدعوين للكهنوت إذ إنه عمل جوهري من الرتبة الطقسية وهو علامة غير منفصلة عن الصلاة وامتداد صامت لها، أنه وقت وجيز ومفعم بالغنى الروحي. وأثناء هذه الصلاة الصامتة، يتم اللقاء بين حريتين: حرية الله الفاعلة عبر الروح القدس وحرية الإنسان.

ولفت الحبر الأعظم إلى الحركة الثالوثية التي دفعت الروح القدس والابن ليستقرا في التلاميذ، وقال إن يسوع صلى للأب كي "يهب لكم مؤيدا آخر يكون معكم للأبد، روح الحق"، المدافع والمعزي، لأن يسوع هو المؤيد والمدافع الأول عن الإنسان ضد المغرض أي الشيطان. إن لم يحبب أحد يسوع ويحفظ وصاياه، يُستثنَ من الحركة الثالوثية فينطوي على ذاته ويفقد القدرة على قبول الشركة مع الله. وسأل الكهنة الجدد ألا ينسوا كلمة يسوع ووصيته وألا يضيعوها في مسيرتهم، فالمسيح يشركهم اليوم بكهنوته.

وردد البابا على مسامع الكهنة الجدد ما جاء بلسان بطرس في رسالته الأولى: "كرّموا الرب يسوع في قلوبكم. وكونوا أبدا مستعدين لأن تردوا على من يطلب منكم دليل ما أنتم عليه من الرجاء" (1 بط 3/15). وقال لهم: "وطدوا علاقة المحبة الشخصية مع المسيح، محبة صافية وكبيرة، فريدة وشاملة، حيث فيه تحيا وتتنقى وتستنير وتتقدس كل العلاقات الأخرى". وأمل البابا في ختام عظته أن يتحول رجاء الكهنة الجدد الثابت على الإيمان إلى رجاء خاص بهم، فيغدوا شهودا دائمين له وحاملي حكمة وسخاء، ودعاء وأقوياء، محترمين مقتنعين.








All the contents on this site are copyrighted ©.