البابا إلى أساقفة بلاد القوقاز: شجعوا المؤمنين واعضدوهم في المجاهرة بإيمانهم وانتمائهم إلى الكنيسة الكاثوليكية

"السلام لكم"، سلام يسوع المسيح القائم من الموت على رسله وتلاميذه المجتمعين في العلية: بهذه الكلمات رحب البابا بندكتس الـ16 أساقفة بلاد القوقاز في زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية اليوم الخميس في القصر الرسولي بالفاتيكان، مشيرا إلى الرجاءات والهموم التي يحملونها معهم.

سطر البابا في كلمته صعوبة الأوضاع التي تعانيها الشعوب في تلك الدول على الرغم من التحولات والتغيرات الاجتماعية التي عرفتها بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، كالفقر والبطالة واللاجئين والمبعدين. ولفت إلى أن شعلة الإنجيل لم تنطفئ على الرغم من الأحداث العاصفة في القرن الماضي بل وجدت في القوقاز أرضا خصيبة وجيدة.

ثمن الحبر الأعظم نشاط الأساقفة الراعوي رغما من التحديات الاجتماعية والثقافية حيث تشكل الجماعة الكاثوليكية قطيعا صغيرا يحيا إيمانه بالتواصل مع الطوائف المسيحية الأخرى وسائر الديانات، وشجع الكاثوليك على تكثيف تعاونهم مع الكنائس الأخرى ومع أتباع الأديان غير المسيحية.

ونبّه البابا الأساقفة إلى ضرورة جبه أشكال الضغوط الخداعة التي قد تفقر الانتماء الكنسي حيث لم تقدر الشيوعية على محو الهوية الكاثوليكية منها، وأعرب عن تضامنه معهم كي يتم الاعتراف بالشخصية القانونية للكنيسة الكاثوليكية على أساس احترام طبيعتها الخاصة. وشدد على تعزيز الروح الأخوية في الحوار والاحترام المتبادل بين الكاثوليك والأرثوذكس.

وحض الأب الأقدس الأساقفة على دعم مؤمنيهم في المجاهرة بإيمانهم وانتمائهم إلى الكنيسة الكاثوليكية، ورأى ضرورة أن تتمكن الأجيال الطالعة في أرمينيا وآذربيجان وجورجيا من الوثوق بكهنة قديسين يحيون دعوتهم بفرح ويعملون من أجل رعيتهم ومؤمنيهم بسخاء وتفان.

ولم ينس البابا الإشارة إلى أهمية الاعتناء ودعم العائلات كونها خليات المجتمع الحية، فحث الأساقفة على تثقيف وتنشئة الأزواج المسيحيين كي يشهدوا لقيمة الزواج غير المنفصل والأمانة الزوجية، وسطر أهمية تربية المؤمنين على الشهادة لحب المسيح من دون غاية أو منفعة شخصية عبر حياتهم.

ودعا البابا بندكتس الـ16 في ختام كلمته إلى أساقفة بلاد القوقاز في زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية إلى توطيد التعاون فيما بينهم كرعاة غيورين على قطيع المسيح على قاعدة الثقة والاحترام والدعم المتبادل وشجع اللقاءات الدورية التي تعزز الخطط الراعوية وتنمي التحضير الروحي لتقبل الأسرار المقدسة. ثم منح الجميع بركته الرسولية.