البابا يوجه رسالة إلى المشاركين في منتدى دولي حول نزح السلاح والنمو والسلام

وجه البابا بندكتس السادس عشر صباح السبت رسالة إلى المشاركين في منتدى ينظمه في روما المجلس الحبري عدالة وسلام حول نزع السلاح والنمو والسلام. أعرب البابا في رسالته عن قلقه الكبير حيال مصير شرائح كبيرة من العائلة البشرية تعيش حالة من العوز والتهميش وتُحرم من حقوقها الأساسية، وذلك على الرغم من الخطوات العملاقة التي حققتها البشرية في مجال العلم والتكنولوجيا.

ولم يخف الحبر الأعظم قلقه على سكان مناطق عدة ما تزال مسرحاً للحروب والنزاعات المسلحة والخوف وانعدام الأمن، في وقت يهدد فيه الإرهاب الدولي بالقضاء على رجاء البشرية في المستقبل. واعتبر البابا أن العالم يحتاج اليوم إلى "أنسنة" جديدة ترتكز عليها خططٌ سياسية، اقتصادية، وقانونية تساهم في بناء التضامن والعدالة والسلام في العالم.

وتابع البابا يقول: بما أن الحرب تستمد جذورها من قلب الإنسان، ينبغي أن تنطلق مسيرة نزع السلاح من تربية الضمائر والعقول ... على الكائن البشري أن ينزع السلاح الذي يحمله في قلبه وأن يكون صانع سلام. وبما أن تسلح الدول يُعتبر حقاً أساسياً لكونه يندرج في إطار الدفاع المشروع عن النفس، على كل دولة أن تسهر أيضاً على حق باقي الدول والشعوب في الأمن والسلام.

بعدها تحدث البابا عن العلاقة الوثيقة بين نزع السلاح والنمو، مشيراً إلى أن المبالغ المالية الهائلة التي تُنفق على التسلح، تُقتطع ـ بشكل أو بآخر ـ من المشاريع التنموية الواجب أن تصب في صالح الشعوب الأشد فقراً وتهميشا. وعاد الحبر الأعظم ليجدد دعوته إلى تبديل العقول والقلوب، وقال: إن كل إنسان مدعو إلى البحث عن صنع الخير وبناء السلام. وذكّر بأن السلام هو عطية من لدن الله على الإنسان أن يطلبها بإلحاح ويسعى إلى الحفاظ عليها، مشدداً على ضرورة تربية الأجيال الناشئة على ثقافة السلام. هذا ثم منح المشاركين في المنتدى الدولي فيض بركاته الرسولية.