2008-04-08 15:33:37

البابا يزور بازيليك الرسول برتلماوس بروما في ذكرى أربعين عاما على تأسيس جماعة سانت إيجيديو


قام البابا بندكتس الـ16 مساء أمس الاثنين بزيارة بازيليك الرسول برتلماوس الواقعة على جزيرة تيبيرينا في نهر التيبر بروما حيث ترأس رتبة صلاة مسكونية على نية شهداء الإيمان في القرن العشرين ولمناسبة مرور أربعين عاما على تأسيس جماعة سانت إيجيديو.

قبيل دخوله الكنيسة، حيث كان في انتظاره في الباحة الخارجية والساحات المجاورة أكثر من سبعة آلاف شخص، قبّل البابا ذخيرة عود الصليب المقدس محفوظة في صندوق ثمين، ومن ثم أزاح الستار عن لوحة تذكارية تخلد زيارته لهذه البازيليك العريقة في السابع من أبريل 2008. وقد شارك في الاحتفال عشرة كرادلة وستة عشر أسقفا منهم سبعة هم أصدقاء جماعة سانت إيجيديو.

ألقى البابا كلمة أثناء رتبة الصلاة المسكونية اعتبر فيها أن زيارته لهذه البازيليك هي حج إلى ذكرى شهداء القرن العشرين، أعداد لا تحصى من الرجال والنساء، معروفين أم مجهولي الهوية، الذين سكبوا دماءهم حبا بالرب: هي زيارة حج تقودها كلمة الله. وذكر بأن البابا يوحنا بولس الثاني أوكل هذه البازيليك إلى جماعة سانت إيجيديو وأراد في عام 2000 أن يقام فيها تذكار دائم لشهداء الإيمان المسيحي في القرن العشرين.

وفي هذا المكان العابق بالذكريات، سلط البابا الضوء على استعداد أولئك الشهداء الدائم للتضحية بحياتهم من أجل ملكوت الله، مشيرا إلى أنهم صاروا أصدقاء المسيح بمطابقة حياتهم معه في بذل الذات من دون شروط ولا حدود لعطية المحبة ولخدمة الإيمان، حتى النهاية.

وأمام المذابح الستة داخل الكنيسة المكرسة لذكرى الذين سقطوا شهداء الإيمان على يد الأنظمة التوتالية الشيوعية والنازية والذين قتلوا في أمريكا وآسيا وأوقيانيا، في إسبانيا والمكسيك وأفريقيا، لفت البابا إلى أن أولئك قضوا وهم يقومون برسالة الكنيسة التبشيرية، فاختلطت دماؤهم بدماء السكان الأصليين الذين أرسلوا لأجلهم. كما ذكّر بالكثير من هؤلاء الشهداء الذين قتلوا لرفضهم ترك وهجر الفقراء والمعوزين والمهمشين والمؤمنين، غير عابئين بالتهديدات والأخطار المحدقة بهم. 

وتابع الأب الأقدس قائلا إن القرن الواحد والعشرين سجل بدايته تحت راية الشهادة والاستشهاد، فعندما يكون المسيحيون خميرا صالحا، نورَ وملح الأرض، يصيرون هم أيضا مثل المسيح هدفا للاضطهاد، مثله يصيرون علامة تناقض. ولفت إلى أن التعايش الأخوي والمحبة والإيمان وتفضيل الفقراء والأكثر ضعفا، وهي صفات تميز حياة الجماعة المسيحية، تثير ارتدادات عنيفة نحوها. من هنا ضرورة النظر إلى من سبقونا تحت راية الإخلاص البطولي للمسيح حتى الإستشهاد.

وحيا البابا مهنئا البروفسور أندريا ريكاردي مؤسس جماعة سانت إيجيديو التي نشأت عام 1968 في أحلك الظروف وأدقها، كما حيا حشود المؤمنين وأصدقاء جماعة سانت إيجيديو الذين يتابعون الصلاة خارج الكنيسة عبر شاشات كبيرة ووسائل الإعلام وقال لهم إنهم كأبناء للكنيسة التي تعمل في المحبة نشروا روحهم وموهبتهم في كل أنحاء العالم، وأن كلمة الله وحب الكنيسة والتكرس للفقراء وإعلان الإنجيل كانت نجمات قادت خطواتهم تحت سموات مختلفة، شهادة لرسالة المسيح الوحيدة. وثمن البابا عملهم الرسولي واهتمامهم بالمهمشين ومساعيهم من أجل السلام التي تميز هذه الجماعة.








All the contents on this site are copyrighted ©.