عظة البابا في قداس العشية الفصحية: المؤمنون يعيشون في علاقة شركة مع بعضهم البعض لأن المسيح يحيا فيهم

احتفل البابا بندكتس السادس عشر مساء أمس السبت بقداس العشية الفصحية في البازيليك الفاتيكانية. قال البابا في عظته: إن المسيح أخبر تلاميذه عن موته وقيامته قائلا لهم: "أنا ذاهبٌ ثم أرجعُ إليكم" (يوحنا 14، 28). فالموت بالنسبة للإنسان هو بمثابة الذهاب نحو المجهول نحو العدم، ولكن مع يسوع المسيح حدث شيءٌ بدّل العالم بأسره إذ جعل الرب من موته "دخولاً" في محبة الله، وأصبح ذهابُه "رجوعاً" جديداً إلى عالم جديد يطبعه حضور الرب القائم من الموت الذي يعانق أبناء كل زمان ومكان ليحيا فيهم، كما قال القديس بولس الرسول عندما تحدث عن ارتداده ومعموديته: "فما أنا أحيا بعد ذلك بل المسيح يحيا في" (غلاطية 2، 20).

وتابع البابا يقول: من خلال سر العماد يدخل المسيح إلى حياة الإنسان من باب قلبه، ويضرم فيه نار محبته ليتحد المؤمنون مع الله ومع بعضهم البعض. فجميع المعمدين يحملون هوية مشتركة ترتكز إلى الإيمان والرجاء والمحبة، على الرغم من المسافات الجغرافية، الثقافية، اللغوية، التاريخية والاجتماعية التي تفصل بينهم. فالمؤمنون يعيشون في علاقة شركة مع بعضهم البعض لأن المسيح يحيا فيهم. وهكذا يصبح الإيمان بيسوع قوة قادرة على تحقيق السلام والمصالحة في العالم. وفي ختام عظته حث بندكتس السادس عشر المؤمنين على توجيه أنظارهم وعقولهم وحياتهم دوماً نحو المسيح القائم من الموت، الطريق والحق والحياة. ودعاهم إلى الارتقاء بقلوبهم نحو العلى لتغمرها الحقيقة والمحبة.