2008-03-16 13:51:33

البابا يحتفل بقداس الشعانين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان ويطلق نداء من أجل وقف العنف في العراق


احتفل البابا بندكتس السادس عشر صباح الأحد بقداس الشعانين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان التي غصت بآلاف الحجاج والمؤمنين. تمحورت عظة الحبر الأعظم حول إنجيل هذا الأحد، الذي يتحدث عن دخول الرب يسوع إلى أورشليم حيث استقبلته الجموع بالهتاف: هوشعنا ابن داود، مبارك الآتي باسم الرب هوشعنا في الأعالي. ويُعد هذا الحدث الطريق أمام آلام الرب وموته على الصليب قبل قيامته من بين الأموات.

ودعا البابا المسيحيين إلى الثبات بإيمانهم بالرب المتألم والمائت والقائم من الموت، كيما يشاهد "وثنيو عصرنا" ومن خلال إيماننا المسيحي نور الله الحي. وقال البابا إن القديس متى الإنجيلي توقف عند الفتيان والأطفال الذين استقبلوا المسيح بأغصان الزيتون والنخيل مطلقين هتافات الهوشعنا. وكان الرب قد قال لتلاميذه إن كل من يرغب في دخول ملكوت السماوات عليه أن يعود كالطفل. فالمسيح نفسه الذي عانق العالم بأسره، تجسد ووُلد طفلاً، وحل بيننا ليقرّبنا من الله.

وقال البابا: علينا أن نتخلى عن الكبرياء إذا ما أردنا الاقتراب من الله لأن الكبرياء تعمي أعيننا وتبعدنا عن الله ... وكي نلتقي بالله علينا أن نرى بأعين وقلب الأطفال، بقلبٍ لا يعرف الأحكام المسبقة ولا تقيّده المصالح الشخصية. وفي ختام عظته سأل البابا المؤمنين أن يتركوا ليسوع المسيح أن يقود خطاهم نحو الله، وقال: فلنرفع الصلاة إلى الله كي يجعل منا رسلاً لسلامه.

وفي أعقاب الاحتفال بالقداس الإلهي استذكر البابا رئيس أساقفة الموصل للكلدان المطران فرج رحو الذي عُثر عليه مقتولاً يوم الخميس الماضي. وقال إنه، وعلى الرغم من التهديدات، ظل أميناً للمسيح ولم يتخل قط عن كنيسته وشعب الله الموكل إليه. ويحملني ما حصل على رفع صوتي لأقول كفى للمجازر، كفى للعنف، كفى للحقد في العراق. وأطلق في الآن معاً نداء إلى الشعب العراقي الذي يتحمل منذ خمس سنوات تبعات الحرب: أيها الشعب العراقي الحبيب ارفع رأسك وقم بإعادة بناء حياتك الوطنية. ولتقد خطى العراق على طريق السلام المصالحةُ والغفران والعدالة واحترام التعايش المدني بين العشائر والإتنيات والجماعات الدينية.

بعدها وجه البابا تحياته إلى الشبان والشابات القادمين من مختلف أنحاء العالم لمناسبة يوم الشبيبة الذي يُحتفل به على الصعيد الأبرشي يوم أحد الشعانين. وقال: يتجه فكري إلى مدينة سيدني حيث تجري التحضيرات ليوم الشبيبة العالمي 2008، معرباً عن شكره لمجلس أساقفة أستراليا، خاصاً بالذكر رئيس أساقفة سيدني الكاردينال جورج بيل والسلطات المدنية التي توفر الدعم اللازم لهذه المبادرة الهامة.

يُشار أخيرا إلى أن البابا بندكتس السادس عشر سيرأس قداساً إلهياً لراحة نفس رئيس أساقفة الموصل المطران بولس فرج رحو، عند الساعة الثامنة من صباح غد الاثنين في كابلة أم الفادي بالفاتيكان. وسيُنقل الاحتفال مباشرة على الهواء على موجة الـ"أف أم" باتجاه مدينة روما وضواحيها، وعلى الموقع الإلكتروني الخاص بإذاعة الفاتيكان للمستمعين في جميع أنحاء العالم.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.