2008-03-13 14:28:58

البابا سأل أساقفة هايتي في زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية: هل تغيرت الأمور فعلا في هايتي؟


استقبل البابا بندكتس الـ16 ظهر اليوم الخميس أساقفة جمهورية هايتي في ختام زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية وقد تقدمهم المطران لوي كيبرو رئيس أساقفة كاب هايتيان ورئيس مجلس أساقفة البلاد الذي ألقى خطابا عرض فيه ما حققه الأساقفة في البلاد على مختلف الأصعدة.

وفي مستهل كلمته التي وجهها إلى ضيوفه، سأل: "هل تغيرت الأمور حقا؟" مذكّرا بزيارة البابا يوحنا بولس الثاني إلى هايتي لخمسة وعشرين عاما خلا في اختتام المؤتمر القرباني الوطني وبشعار ذلك الاحتفال: "يجب أن يحصل تغيير هنا". وعدّد البابا المشاكل التي تعانيها البلاد والمجتمع والكنيسة، فأمل من الرب أن يلهم المسؤولين المدنيين شجاعة كي يعززوا التغيير والمصالحة فينعم المواطنون بظروف حياة كريمة ويتقاسموا خيرات الأرض بالتضامن. ودعا البابا الجماعة الدولية كي تواصل وتكثف دعمها لشعب هايتي فيتمكن من تقرير مصيره ونموه وتطوره.

وأعرب الأب الأقدس عن قلقه على بنية العائلة المزعزعة نتيجة الأزمة التي تمر بها البلاد ولتبدل العادات وانحسار معنى الزواج والعائلة التدريجي، ما أدى إلى وضع أشكال أخرى من الاتحادات على قدم المساواة معها. وانطلاقا من العائلة حيث ينمو المجتمع والكنيسة، سلط البابا الضوء على محورية العائلة في نشاط الأساقفة الراعوي، كونها المجال الأول لتربية الشبيبة.

كما شدد البابا على تنشئة دائمة للكهنة، ذراع الأساقفة اليمنى في الرعايا، رافضا أن يتعاطوا الشأن السياسي، بل أن يختبروا عبر لقاءات دورية الأخوّة الكهنوتية ويعيشوا بقوة الصلاة، كما دعاهم إلى تأسيس عملهم الرعوي على العلاقة المتينة مع المسيح، على سر القربان، على سر المصالحة والغفران وعلى حبهم للكنيسة، كي يقدموا شهادة بليغة على التزامهم الكهنوتي الصادق بالتواضع والفقر.

ولفت الحبر الأعظم إلى ضرورة إيلاء الدعوات الكهنوتية وتنشئة الشبيبة اهتماما وقدرا كبيرين، فحث أساقفة هايتي على طلب مساعدة منشّئين ذوي كفاءة عالية من أبرشيات العالم كي يعاونوهم على تنشئة كهنة الغد إنسانيا، روحيا، أدبيا ورعويا. وأمل أن يسهم كهنة عطاء الإيمان في مد كنيسة هايتي بالغنى الروحي والرسولي.

وسطر بندكتس الـ16 الدور الكبير الذي تلعبه المدارس الكاثوليكية وتجلّ قدره السلطات المدنية والسكان أيضا، مشددا على أن التعليم ينشئ وينضج الشخصية الآخذة بالتحقق كذلك معرفة القيم الجوهرية وممارسة الفضائل. وثمن البابا أهمية المدرسة الكاثوليكية كمجال مثالي للأنجلة يمر عبر شهادة حياة المعلمين والمربين واكتشاف الرسالة الإنجيلية أو عبر الاحتفالات التي يحياها الجسم التربوي.

وإلى الشبيبة في هايتي، سأل البابا الأساقفة أن يعلموهم كم هي عظيمة ثقة الأب الأقدس التي يضعها فيهم إذ يعرف سخاءهم وتوقهم للنجاح في الحياة، وكيف أن المسيح يدعوهم إلى وجود أفضل وأسمى متذكرين أنه وحده يحمل رسالة السعادة الحقة ويهب للوجود معنى. وأضاف أنه على أية دولة تبغي النمو والتطور أو كنيسة تسعى لدينامية أفضل، أن تركزا جهودهما قبل كل شيء على الشبيبة. ودعا الأساقفة ليوفروا للعلمانيين البالغين تنشئة ضرورية كي يتموا رسالتهم المسيحية على خير وجه في العالم وفي الكنيسة.








All the contents on this site are copyrighted ©.