2008-03-12 14:52:48

البابا يحض الشباب على التثقيف الروحي ويتحدث عن بويسيوس وكاسيودورس من آباء الكنيسة اللاتينية


رحب البابا بندكتس الـ16 بوفود طلاب المعاهد والمدارس الإيطالية الذين غصت بهم بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان صباح اليوم الأربعاء وتكلم على أهمية "دور المدرسة أمام التحديات الجسام التي تعترضها في مجال تربية الأجيال الناشئة" وحض المدارس والمعلمين على "منح التلاميذ والطلاب فرصة للتعمق برسالات صالحة ذات طابع ثقافي، اجتماعي، أخلاقي وديني". وأضاف أن "من يمارس التعليم لا يمكنه أبدا الاستخفاف بالناحية الأدبية الأخلاقية لكل معرفة، لأن الإنسان يعرف فيعمل والعمل هو ثمرة معرفته".

وفي مجتمع اليوم الذي يشهد تحولات سريعة وجذرية، دعا البابا الشباب الراغب في اتباع المسيح للاعتناء بتجدد تنشئته الروحية والسعي إلى إدراك أكبر لمحتوى الإيمان، فيستطيعَ الإجابة من دون تردد عمّن يسأله عن سبب انتمائه للرب يسوع المسيح.

وفي قاعة بولس السادس التي ضاقت بالمؤمنين والحجاج، تابع البابا بندكتس الـ16 تعليمه الأسبوعي خلال المقابلة العامة عن آباء الكنيسة، فتحدث عن وجهين مسيحيين لامعين في العصور الوسطى الأولى وهما بويسيوس وكاسيودورس اللذين عاشا في "زمن تلاقي الثقافات كالذي نعيشه اليوم".

تحدث البابا عن الفترة التي سجن خلالها بويسيوس وهو سيناتور في مجلس الشيوخ الروماني بسبب إيمانه المسيحي ومعتقداته السياسية والفكرية أواخر القرن الخامس، مسطرا أهمية كتاب "في التعزية الفلسفية" الذي ألفه أثناء وجوده في السجن، إذ فيه يتحاور الإنسان مع الفلسفة الدائمة، فاستنتج أن الفلسفة هي الطب الحقيقي للإنسان الذي يختبر ويدرك أن السعادة الحقة تقيم في أعماق ذاته: وهكذا يظل الله السعادة المطلقة.

وفي إشارة إلى أن بويسيوس حذر من خطر اعتبار الحالة المتألمة بأنها حتمية، شدد البابا على أن بويسيوس أصبح رمزا لجميع من يتألمون ظلما ويلقون العذاب الجسدي والنفسي بسبب ميولهم الأيديولوجية، السياسية أو الدينية.

أما كاسيودورس المولود في إقليم كالابريا عام 485 والمعاصر لبويسيوس، الذي أدرك ضرورة انتهاز الفرصة لإنقاذ الإرث الإنساني والثقافي القديم، فسعى عبر علاقاته الاجتماعية والسياسية إلى الجمع ما بين التقليد الروماني المسيحي في شبه الجزيرة الإيطالية وبين ثقافة الغوط الذين استوطنوا هذه البلاد حديثا. وأدرك كاسيودورس، الذي اعتنق الحياة الرهبانية مكرسا وقته للعمل الفكري والثقافي، بأن العلم والثقافة الدنيوية مفيدان لفهم الكتب المقدسة التي دعي الرهبان والمؤمنون إلى التأمل فيها ليلا ونهارا.

وقال البابا إننا نعيش في زمن تلاقي الثقافات ولكن خطر العنف المتنامي يهدد بتدمير هذه الثقافات، فلذا يجب العمل على إيصال القيم السامية إلى الأجيال الطالعة على طريق المصالحة والسلام التي نجدها في الله وحده.








All the contents on this site are copyrighted ©.