رسالة البابا إلى رهبنة الساليزيان لمناسبة بداية أعمال مجمعها العام

وجه البابا بندكتس السادس عشر اليوم الاثنين رسالة إلى رئيس عام رهبنة الساليزيان الأب باسكوايلي شافيز فيلانوييفا لمناسبة انعقاد مجمعها العام 26 في روما قال فيها إن موهبة دون بوسكو هي عطية من الروح القدس لشعب الله بأسره، ومن خلال الإصغاء الطائع فقط والجهوزية التامة للعمل الإلهي، يمكن ترجمة هذه الموهبة وجعلها آنية ومثمرة، حتى في يومنا الحاضر، كما وأشار أيضا إلى أن الروح القدس الذي نزل في العنصرة على الكنيسة الناشئة، يهب على الدوام كريح حيثما يشاء وكنار تذوّب جليد الأنانية وكمياه تروي ما هو قاحل. وأضاف البابا يقول إن العنوان المُختار لمجمع عام رهبنة الساليزيان "أَعطني النفوسَ وخُذ الباقي" هو برنامج الحياة الروحية والرسولية التي اختارها دون بوسكو نفسه، وتعكس بالتالي شخصية مطبوعة بروحانية عميقة وروح مبدع وديناميكية رسولية ونشاط دائم وشجاعة راعوية وتكريس كليٍّ وبدون تحفظ، لله والشبيبة.

كما وأشار الأب الأقدس إلى أن قراءة الكتاب المقدس والإفخارستيا هما نورُ وقوةُ الحياة الروحية لكل ساليزياني مكرس، المدعو للإصغاء والتأمل في كلمة الله ومساعدة الشباب والمؤمنين العلمانيين أيضا على تقييم هذه الكلمة وعيشها في حياتهم اليومية. وأضاف البابا يقول إن الكرازة هي الحدود الأساسية والأولية لرسالة الساليزيان وتتضمن التزامات متعددة وتحديات طارئة ومجالات عمل واسعة، غير أن مهمتها الرئيسة هي اقتراح عيش الحياة الإنسانية كما عاشها يسوع نفسه.

وشدد أيضا بندكتس السادس عشر على أهمية مساعدة الشباب عبر اقتراحات غنية بالإنسانية والقيم الإنجيلية وحضِّهم على الإنخراط في المجتمع من خلال العمل والمشاركة والالتزام لصالح الخير العام. وأشار البابا إلى أن هذا كله يتطلب توسيع مجالات الالتزام التربوي وإيلاء اهتمام بالهجرة والعائلة، وتابع قائلا: في وقت تقل فيه الدعوات في أوروبا وتنمو تحديات البشارة، يجب أن تكون رهبنة الساليزيان متنبهة إلى تفعيل حضور الكنيسة وتعزيز موهبة القديس بوسكو في هذه القارة. وشكر البابا الرهبنة على العمل الذي تقوم به في الجامعة الحبرية الساليزانية حيث تنشأ ـ كما قال ـ وأصبح أساتذةً فيها بعضُ أقرب معاونيه الحاليين. وختم بندكتس السادس عشر رسالته لرهبنة الساليزيان لمناسبة انعقاد مجمعها العام في روما مذكرا باحتفالها عام 2015 بالذكرى المئوية الثانية على ولادة دون بوسكو، وقال إن الاستعدادات التي بدأت لإحياء هذا الحدث تشكل دافعا لتكون الرهبنة ـ على الدوام ـ "علامة مصداقة لمحبة الله والشباب".