2008-02-25 15:31:56

البابا يحض المشاركين في مؤتمر الأكاديمية الحبرية للحياة على مواكبة المريض المحتضر للعيش بكرامة ويدين كل أشكال الموت الرحيم


دعا البابا بندكتس الـ16 إلى مواكبة المريض المحتضر كي يحيا بكرامة ودان كل أشكال الموت الرحيم وذلك أثناء استقباله ظهر اليوم الاثنين في قاعة كليمنتينا في الفاتيكان المشاركين في مؤتمر حول "المريض غير القابل للشفاء والمحتضر، توجيهات أدبية وعملية" الذي نظمته الأكاديمية الحبرية للحياة بالتزامن مع جمعيتها العامة الرابعة عشرة وقد تقدمهم المطران إليو سغريتشا رئيس الأكاديمية الذي وجه كلمة شكر إلى الأب الأقدس.

سطر البابا في كلمته إلى زواره ضرورة احترام المجتمع لحياة وكرامة المريض غير القابل للشفاء والمحتضر، مشيرا إلى التحدي الملح للجميع وللكنيسة خصوصا لتحمِل "إلى أفق الحياة البشرية الواسع تألقَ الحقيقة الموحاة ودعمَ الرجاء وسط عالم معلمَن، تسوده مشاكل كثيرة يطرحها التقدم المضطرد للعلوم الطبية وأدواته التقنية المتطورة جدا".

وأضاف البابا أن حياة جديدة وكاملة تنتظرنا بعد الموت البيولوجي الذي ختم اختبارنا الأرضي، وهذه الحياة ولادة جديدة ووجود متجدد وهبه يسوع المسيح القائم من الموت بحبه العميم ولأن ربّ الحياة حاضر دوما مع المريض.

وحث البابا الأطباء والعاملين الصحيين على احترام الحياة البشرية في كل مرحلة من مراحل تكوينها على الأرض ومد يد العون لحاملي الأمراض المستعصية والمحتضرين، ووصف المجتمع الذي ينبذ المتألمين باللا إنساني والظالم الذي قد يسبب بسحق أشخاص ضعفاء أو عيال تعيش عوزا أو تعاني من أمراض، بنوع خاص المسنين منهم والأشخاص الذي يسكنون وحيدين في المدن.

وكرر البابا إدانته الأدبية، بحسب تعاليم الكنيسة الثابتة، لكل أشكال الموت الرحيم المباشر، ولفت إلى ضرورة اعتماد معايير استشفائية وعلاجية مناسبة وعادلة للمرضى ودعا إلى عدم الانجرار وراء الرؤية المنفعية السائدة تجاه الشخص البشري. وقال البابا إن "احتراما أكبر للحياة البشرية الفردية يمر بدون أدنى شك عبر تضامن الجميع وكل فرد".

ولفت البابا إلى أن تنظيم العمل لا ينحصر بالحقوق الخاصة لأفراد العائلة لحظة الولادة بل يجب الاعتراف بالحقوق ذاتها للأهلين المقربين لحظة صراع المريض المحتضر من أفراد العائلة مع الموت مسطرا أهمية تعاون المجتمع المدني والكنيسة للتخفيف من آلام ومعاناة المرضى.

وذكر بندكتس الـ16 بأن لا يجب أن يموت أحد متروكا وحيدا بل على المرضى والمحتضرين أن يشعروا بقرب الله منهم بين أيدي الإخوة والأخوات الذين يعتنون بهم، كما تصرفت الأم تيريزا دي كلكوتا وعملت طوال حياتها مع المهمشين والمنبوذين في الهند وفي العالم كله.

وفي الختام، حض الحبر الأعظم أعضاء الأكاديمية الحبرية للحياة على مواصلة التزامهم الثمين خدمة للحياة بكل أشكالها ودعاهم إلى إيجاد أساليب جديدة للتخفيف من حدة معاناة الأشخاص في آخر مراحل مرضهم، ثم منح الجميع بركته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.