2008-02-21 15:40:09

البابا يستقبل أعضاء المجمع العام الـ35 للرهبانية اليسوعية ويحضهم على مواصلة درب الرسالة بالأمانة لموهبتهم الأصلية في الكنيسة والمجتمع مطلع الألفية الثالثة


حض البابا بندكتس الـ16 الرهبان اليسوعيين على مواصلة درب الرسالة بالأمانة لموهبتهم الأصلية في الكنيسة والمجتمع مطلع الألفية الثالثة، وذلك أثناء استقباله اليوم الخميس في القصر الرسولي بالفاتيكان أعضاء المجمع العام الـ35 للرهبانية اليسوعية وقد تقدمهم الرئيس العام المنتخب حديثا الأب أدولفو نيكولاس.

في عالم بات مسرح قتال بين الخير والشر حيث تقبع أنانية الأفكار والأعمال التي تستنسب المقدسات وتحول دون سماع صوت المسيح، قال البابا، برز دور رهبانية استطاعت طوال خمسة قرون مواجهة وتحدي التقلبات التاريخية والثقافية وحملت الإنجيل إلى أصقاع الأرض البعيدة، بواسطة رهبان أبطال مثل ماتيو ريتشي وفرنسيس كسفاريوس، وهم "قدوة يحتاج إليها عالم اليوم لتنشئة أفراد ذوي إيمان صلب وعميق، يتمتعون بثقافة رصينة وبحس إنساني واجتماعي".  

وسطر البابا أهمية النذر الرابع في حياة الرهبان اليسوعيين وهو الطاعة والأمانة لخليفة بطرس والذي يتطلب استعدادا وجهوزية للانطلاق إلى بلدان الرسالات القاصية، مبني على روح القديس إغناطيوس دي لويولا مؤسس الرهبانية "مع الكنيسة وفي الكنيسة" وفي محبة وخدمة نائب المسيح على الأرض بالتقوى الفاعلة والعاطفية التي تجعلهم معاوني رسالته في سبيل الكنيسة الجامعة.

وأعرب الأب الأقدس عن تقديره لأعمال التضامن التي تقوم بها الرهبانية اليسوعية مع اللاجئين والمهجرين ومع الأشد فقرا وعوزا وقال إن "خيار الفقراء ليس أيديولوجيا بل يولد من رحم الإنجيل". وأضاف: "عديدة ومأساوية هي حالات الظلم والفقر في عالم اليوم، لذا يتحتم على الرهبان اليسوعيين النزول إلى أرض المعركة لمكافحة جذور الشر، في أعماق قلب الإنسان نفسه، والخطيئةِ التي تبعده عن الله، ولا حاجة للتذكير بضرورة سد حاجات المعوزين الملحة بروح محبة المسيح".

ونوه البابا بندكتس الـ16 في خطابه المسهب بأهمية الرياضات الروحية التي ألّفها وخبِرها المؤسس القديس إغناطيوس دي لويولا، وأشار إلى أنها حقا "أداة ثمينة وفعالة للتعرف إلى صوت الله وتمييزه وسط تسارع الأحداث والرسالات العصرية وفوضويتها المتحولة". وختم كلامه بصلاة المؤسس التي وصفها بالعظيمة جدا: "خذ يا رب حريتي كلها، ذاكرتي، ذكائي وكل إرادتي؛ كل ما هو لي وكل ما أملك، أنت أعطيتنيه، وإليك ربي أعيده؛ كل شيء هو ملكك وتتصرف بكل شيء حسب مشيئتك؛ هبني حبك ونعمتك وحسب، هذا كل ما يكفيني".








All the contents on this site are copyrighted ©.