2008-02-10 13:05:21

إنجيل الأحد: محطة روحية عند كلمة الحياة


ثم سار الروح بيسوع إلى البرية ليجربه إبليس. فصام أربعين يوما وأربعين ليلة حتى جاع. فدنا منه المجرب وقال له: "إن كنت ابن الله، فمرْ أن تصير هذه الحجارة أرغفة". فأجابه: "مكتوب: ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله". فمضى به إبليس المدينة المقدسة وأقامه على شرفة الهيكل، وقال له: "إن كنت ابن الله فألقِ بنفسك إلى الأسفل، فإنه مكتوب: "يوصي ملائكته بك فيحملونك على أيديهم لئلا تصدم رجلك بحجر". فقال له يسوع: "مكتوب أيضا: لا تجربنَّ الرب إلهك". ثم مضى به إبليس إلى جبل عال جدا وأراه جميع ممالك الدنيا ومجدها، وقال له: "أعطيك هذه كله إن جثوتَ لي ساجدا". فقال له يسوع: "اذهب، يا شيطان! فإنه مكتوب: للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد". ثم تركه إبليس، وإذا بملائكة دنوا منه وأخذوا يخدمونه. (متى4/1-11)

 

قراءة من القديس أثناسيوس الإسكندري (+373)

نصائح أنطونيوس لتلاميذه

 

أولُ شيء يجب علينا المحافظة عليه، هو أن لا يكون لنا جميعا غير قصد واحد، وأن لا نتراخى قط في العزم المقدس الذي بدأنا به، وأن لا نضيق ذرعا عن متابعة أشغالنا، متى افتكرنا أنه مضى علينا زمن طويل، ونحن نمارس حياة قشفة بهذا المقدار. بل بالعكس، يلزم أن نزداد يوما فيوما نشاطا كأننا قد بدأنا اليوم. لأنه إذا قابلْنا حياتنا مع الأجيال المقبلة، نجدها قصيرة جدا، وأنها ليست إلا دقيقةً بالنسبة إلى الأبدية. فمتى قضينا ثمانين سنة في خدمة الله في الوحدة، فالزمن الذي نملك فيه معه في السماء، لا تكون مدته قصيرة كهذه. وعوضا عن السنين القليلة، سنتمتع بمجده مدى الأبدية كلها. فبعد أن نكون حاربنا على الأرض، لا نرث الأرض بل السماء.








All the contents on this site are copyrighted ©.