البابا يستقبل المشاركين في مؤتمر دولي نظمه المجلس البابوي للعلمانيين في الذكرى السنوية 20 للرسالة الرسولية كرامة المرأة

استقبل البابا بندكتس السادس عشر صباح السبت في الفاتيكان المشاركين في مؤتمر دولي نظمه المجلس البابوي للعلمانيين برئاسة الكردينال ستانيسلاو ريلكو، لمناسبة الذكرى السنوية العشرين لصدور الرسالة الرسولية "كرامة المرأة". وجه الحبر الأعظم كلمة لضيوفه قال فيها إن المداخلات والوثائق البابوية التي تحدثت عن المرأة لهي كثيرة، مذكرا برسالة يوحنا بولس الثاني للنساء عام 1995، ورسالته الرسولية "كرامة المرأة" عام 1988. وقال بندكتس السادس عشر إن نص الرسالة الرسولية في كرامة المرأة ودعوتها يتّسم بغنى لاهوتي وروحي وثقافي كبير، وكان أيضا مصدر إيحاء للرسالة إلى "أساقفة الكنيسة الكاثوليكية حول تعاون الرجل والمرأة في الكنيسة والعالم"، الصادرة عن مجمع عقيدة الإيمان.

وتابع البابا أن يوحنا بولس الثاني وفي رسالته الرسولية "كرامة المرأة"، أراد التعمق بالحقائق الأنتروبولوجية للرجل والمرأة والمساواة في الكرامة ووحدة الاثنيْن ودعوتهما إلى التكامل والتعاون والشركة. كما وشدد على ضرورة التذكير بمخطط الله الذي خلق الكائن البشري ذكرا وأنثى.

وذكّر البابا بأن هناك أماكن وثقافات تتعرض فيها المرأة للتمييز أو التقليل من شأنها لمجرد كونها امرأة، وحيث يتم الاستناد إلى حجج دينية وضغوط عائلية واجتماعية وثقافية لتأكيد عدم المساواة بين الجنسين، وحيث تتعرض المرأة لأعمال عنف فتجعلها أداة لسوء المعاملة والاستغلال في الإعلانات وصناعة الاستهلاك والمتعة. وأمام ظواهر بهذه الخطورة ـ قال بندكتس السادس عشر ـ يبان اليوم أكثر إلحاحية التزام المسيحيين ليكونوا رواد ثقافة تعترف بكرامة المرأة التي هي من حقها.

وتابع البابا أن الله أوكل للمرأة والرجل ـ ووفقا لميزاتهما الخاصة ـ دعوة ورسالة خاصة في الكنيسة والعالم. وقال: "أفكّر بالعائلة، جماعة حب منفتحة على الحياة والخلية الأساسية للمجتمع. ففي العائلة، يقوم الرجل والمرأة معا، وبفضل عطية الأمومة والأبوة، بدور يتعذّر استبداله إزاء الحياة. ومنذ الحبل بهم، من حق الأبناء الاعتماد على الأب والأم اللذين يعتنيان بهم ويرافقانهم في نموهم."

وأضاف الأب الأقدس يقول: من واجب الدولة أيضا أن تدعم وعبر سياسات اجتماعية ملائمة، كل ما يعزز استقرار الزواج ووحدته، وكرامة الأزواج وحقهم ودورهم المتعذر استبداله في تربية بنيهم. ومن الأهمية بمكان ـ قال البابا ـ أن تُتاح للمرأة أيضا إمكانية التعاون في بناء المجتمع، من خلال تقييم "عبقريتها النسائية".

وفي ختام كلمته للمشاركين في المؤتمر الدولي الذي نظمه في روما المجلس البابوي للعلمانيين في الذكرى السنوية 20 لصدور الرسالة الرسولية "كرامة المرأة"، تمنى البابا بندكتس السادس عشر للمؤتمر النجاح وأكد قربه بالصلاة من الجميع وسأل مريم العذراء، أن تساعد نساء زمننا الحاضر على تحقيق دعوتهن ورسالتهن في الجماعة الكنسية والمدنية مانحا الكل بركته الرسولية.