2008-02-06 15:01:34

البابا في مقابلة الأربعاء العامة يدعو إلى الصلاة والتوبة والصدقة بداية الصيام وإلى وقف دوامة العنف في جمهورية التشاد


وجه البابا بندكتس الـ16 "نداء حارا لنزع السلاح وانتهاج درب الحوار والمصالحة" في جمهورية تشاد التي تشهد صدامات دامية بين الفئات المتنازعة على السلطة، وتورّط السكان المدنيين في دوامة العنف مخلّفة العديد من الضحايا ومشردة الآلاف من المدنين الذين نزحوا عن العاصمة نجامينا. وسأل البابا بإلحاح أن يتضامن العالم والمجتمع الدولي مع مأساة أولئك "الإخوة والأخوات المتألمين" داعيا إلى "تجنيبهم العنف وتأمين الرعاية الإنسانية اللازمة لهم".

وإلى زهاء خمسة آلاف حاج ومؤمن تجمعوا في قاعة بولس السادس بالفاتيكان للاستماع إلى تعليم البابا في مقابلة الأربعاء العامة، قال بندكتس الـ16 إن "درب الصوم التي نسير عليها كعادة كل عام، يحييها روح صلاة عميقة وتأمل وتوبة وصيام وصدقة" وهي مناسبة تقودنا إلى اكتشاف عطية الإيمان الممنوحة بسر المعمودية وتدفعنا إلى قبول سر المصالحة والغفران واضعين نصب أعيننا واجب التوبة والهداية لنيل الرحمة الإلهية".

وندخل في يوم أربعاء الرماد زمن ومناخ الصوم حتى "بلوغ يوم القيامة الذي هو عيد الأعياد ومحور الزمن الطقسي الكنسي ووجودنا كله" لأن "الانشغالات اليومية والهموم تخنق فينا كل تجدد وتعرض للنسيان جمال المغامرة التي دعانا إليها يسوع". إن الصوم "مسيرة حياة إنجيلية متطلبة وتجدد داخلي". وقال البابا إننا نلج بذرّ الرماد على رؤوسنا هذا الأربعاء إلى رحاب الصيام كأنها رياضات روحية كبيرة.

وذكر الأب الأقدس أن الكنيسة الأولى اعتبرت زمن الصوم فترة مؤاتية لتهيئة وإعداد الموعوظين لقبول سري العماد والإفخارستيا اللذين يمنحان عادة عشية عيد الفصح. إذ إن الصوم هو وقت يتحول فيه كل إنسان في موعد معين مسيحيا ولكنه يتطلب مسيرة شاقة وطويلة من التوبة والتجدد.

وسطر البابا الدعوة إلى التوبة على أنها دعوة للرجوع إلى الله الآب الرحيم المحب والتوكل عليه والثقة به كأبناء له بالتبني ولدتنا محبته. وتلزمنا التوبة الدخول إلى تواضع مدرسة يسوع كي نجد السعادة الحقة. وقد يبدو حمل الصليب ثقيلا بعض الشيء بالنسبة إلى رغبتنا في تحقيق ذواتنا، أضاف البابا، ولكنه باب مشرع على الهدوء والتصدق بسخاء تجاه إخوتنا الأكثر عوزا.

وفي ختام تعليمه الأسبوعي، سأل الحبر الأعظم مريم العذراء أم الله وأم الكنيسة أن ترافق كل المؤمنين وتعضدهم طيلة زمن الصوم كي يتحول الصوم مسيرة للتوبة الحقة والرجوع إلى الله، وتمنى للجميع صياما مباركا.








All the contents on this site are copyrighted ©.