2008-02-04 10:40:14

إنجيل الأحد 03 فبراير: محطة روحية عند كلمة الحياة


فلما رأى يسوع الجموع، صعد الجبل وجلس، فدنا إليه تلاميذه فشرع يعلمهم قال: "طوبى لفقراء الروح، فإن لهم ملكوت السموات. طوبى للودعاء، فإنهم يرثون الأرض. طوبى للمحزونين، فإنهم يعزَّون. طوبى للجياع والعطاش إلى البر، فإنهم يشبعون. طوبى للرحماء، فإنهم يرحمون. طوبى لأطهار القلوب، فإنهم يشاهدون الله. طوبى للساعين إلى السلام، فإنهم أبناء الله يدعون. طوبى للمضطهَدين على البر، فإن لهم ملكوت السموات، طوبى لكم، إذا شتموكم واضطهدوكم وافتروا عليكم كل كذب من أجلي، افرحوا وابتهجوا: إن أجركم في السموات عظيم، فهكذا اضطهدوا الأنبياء قبلكم". (متى/1-12)

 

قراءة من القديس غريغوريوس النيصي (+395)

التعليم على الجبل

 

من يصغي للكلمة، يحلق فوق الأفكار الأرضية ويرتفع إلى الجبل الروحي للتأمل. هذا الجبل الشاهق، يطوف فوق ظلال الرذيلة، يبسط هامته على السهل، وعلى كل ما يحيط به، يبعث في كل ناحية أشعة النور الحقيقي، يخترقنا ويكشف نفسه لنا ولكل من ينجو من السهل الذي نتخبط فيه.

إن الحقائق التي تنكشف من العلى، هي من الله الكلمة الذي يعرضها لنا، وتسميته "مغبوطين" أطلقها على الذين يجاهدون للصعود معه. من جهة يكشف عن ملكوت السموات، ومن جهة أخرى، عن وراثة أرض الجديدة، ثم الرحمة والبر والتعزية والقربى لكل الخلق مع الله، وعن ثمر الاضطهاد والاتحاد مع السر الإلهي: هذا ما كشفته لنا يد الكلمة، من القمة، من هذا المكان المرتفع حيث يشرق منه الرجاء (موضوع الجبل يتردد كثيرا عند الرب، بالتشابه مع الجبل الروحي حيث البشر عند سفحه والله حاضر عند قمته، والصعود إليه يتطلب جهادا لا نهاية لاه.

عندما صعد يسوع الجبل، نتذكر ما قاله أشعيا: "هلموا لنصعد جبل الله" (أش53/3). فمتى وصلنا إلى القمة، سنلتقي بالذي يشفي كل مرض وكل عاهة، وبالذي أخذ على عاتقه كل صعوباتنا وآلامنا (أش53/4). فلنسرع، ولتسلكْ نفوسنا الطريق، حتى نصل مع أشعيا إلى قمة الرجاء ونشعر بالغنى الذي يكشفه الكلمة للذين تبعوه إلى العلى. ليفتح الله الكلمة فمنا، وليعلمنا ماذا يقصد بالغبطة والطوبى.








All the contents on this site are copyrighted ©.