2008-01-21 15:37:46

مقابلة مع الأب مارون الشدياق المريمي عن اختتام اليوبيل المئوي الثالث لحضور الرهبانية المارونية المريمية بروما


احتفلت الرهبانية المارونية المريمية باختتام يوبيلها المئوي الثالث لحضورها في المدينة الخالدة روما، بقداس إلهي عند السادسة من مساء الأحد 20 من الجاري في بازيليك القديسة مريم الكبرى في روما، ترأسه رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري وعاونه الأباتي سمعان أبو عبدو رئيس الرهبانية المارونية المريمية ولفيف من الرهبان والكهنة، وخدمت القداس جوقة جامعة سيدة اللويزة الآتية من لبنان وقدمت في نهايته كونشرتو ألحان كنسية ورافقتها فرقة موسيقية إيطالية.

وللمناسبة أيضا، نلتقي اليوم في استوديو إذاعتنا الأب مارون الشدياق الراهب الماروني المريمي المقيم في دير القديس أنطونيوس الكبير بروما:  RealAudioMP3

 

كيف يمكن تحديد تأثير هذا الحدث أي حدث الاحتفال بالمئوية الثالثة على وجود الرهبانية في روما، في وجدان رهبان اليوم؟

مع اختتام هذا اليوبيل لا بدّ من التوقف عند مجالين أساسيَّين لتقويم الحدث واستطلاع ما يريده الله من الرهبانية المارونية المريمية في مسيرتها الروحية هذه الروحية والتاريخية. فيمكننا القول حول مجال التاريخ إن سنة اليوبيل هذه كانت سنة فرح، وهذا معنى اليوبيل، إذ عاد فتأمّل الرهبان الموارنة المريميون بأحداث تاريخهم التأسيسيّ، منذ أن وهب البابا أكليمَندُس الحادي عشر الرهبنةَ ديرَ مار بطرس ومَرشلينوس في روما؛ وكان الغرض من ذلك فتح المجال أمام شبيبة الرهبنة للتعلم في روما، وتوسيع آفاقهم عبر اتصالهم المباشر بالكنيسة الجامعة ونشاطاتها كافة.

لقد حافظت الرهبنة على هذا الإرث القيّم، ففي هذه السنوات الثلاث مئة، نبغ من أبنائها الكثير من رجالات العلم، نذكر منهم الأباتي جبرايل القرداحي، العلامة في اللغة السريانية.  كما تحسست الرهبنة حاجات الكنيسة الراعوية والرسولية فكان لها خدمتها في العمل ضمن المؤسسات الكنسية الفاتيكانية، والجامعات البابوية، وانبرت تقوم بنشاط رسولي كان له وقعه في مدينة ليفورنو، يوم كان الموارنة عديدين هناك...  وما زالت تسعى لتبقى أمينة على هذه الموهبة القيّمة.

إنّ سنة اليوبيل المنصرمة كانت وقتا قيّمًا لشكر الله بفرح على عطيّة الحضور في روما، على نهل العلم من مَعين الكثلكة، وعلى السعي الدؤوب للخدمة الراعوية والرسولية في قلب الكنيسة الأمّ.

على الصعيد الروحي، كيف يمكن هذا اليوبيل أن يغذي التطلعات المستقبلية للرهبنة ولكل أبنائها في روما وفي العالم أجمع؟

هنا يمكننا الكلام حول مجال الروح، فالتأمل في تاريخ الثلاث مئة سنة هذه، تستجوب الرهبنة الروح القدس ليُظهر لها ما يريده الربّ منها في مسيرتها المستقبلية. لا شكّ أننا أمام منعطف طرق، كما العالم كله، وخصوصا وطننا لبنان. ولكنّ الربّ ما زال يرغب بالكثير منّا وهو يدعونا للأكثر في السنوات الآتية. هنالك حاجة ماسة للنـزوح إلى العمق، إلى صقل الروحانية الشخصية لكل راهب، وتنميتِها في العِلم والعمل الرسولي، هنالك دعوة ملحّة لتحسّس المعضلات التي تواجهها الكنيسة في شهادتها ورسالتها.  ويقع على كاهل الرهبنة إنماء شراكتها في التفتيش عن الحق في عالم اليوم، حيث تتفشى النسبية العقلانية والخُلقيّة إلى جانب أشكال التديّن المتعصّب، ممّا يحتّم صعوبة التواصل بين البشر، وإلغاء الاختلافات الثقافية الحضارية، ونموّ اللامبالاة...

بروح الرب، وفي قلب الكنيسة، تسعى الرهبنة المارونية المريمية لتكون أمينة على حبّ المسيح والشهادة له في الرجاء، آملة أن يكون حضورها في روما حركةً دائمة في هذا الاتجاه، لخير البشرية (كلّ إنسان) ولمجد الله وإعلان البشرى السارة تحت راية الصليب المقدَّس والمقدِّس وبشفاعة مريم العذراء أمِّ الله.








All the contents on this site are copyrighted ©.