2008-01-20 13:30:25

البابا يحث المسيحيين على السعي لبلوغ الوحدة التامة ويشجع الطلاب الجامعيين الحاضرين على احترام آراء الآخرين والبحث عن الحقيقة والخير بروح حر ومسؤول


غصّت ساحة القديس بطرس بالفاتيكان والطرقات المحاذية لها ظهر اليوم الأحد بأكثر من مائة وخمسين ألف مؤمن وطالب جامعي بناء على دعوة الكاردينال كاميلو رويني نائب البابا على أبرشية روما للتعبير عن محبتهم وتضامنهم مع الحبر الأعظم وليصلوا معه التبشير الملائكي ويصغوا إلى كلمته في المناسبة التي تحدث فيها عن أسبوع الصلاة الجاري من أجل وحدة المسيحيين وروح البحث الجامعية المفتشة عن الحقيقة والخير.

مضى يومان على بدء أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين، قال البابا، يسأل خلالها الكاثوليك والأرثوذكس والبروتستانت والأنغليكان من الرب، وبشكل مكثف، نعمة الشركة الكاملة بينهم، عالمين أن انقساماتهم تقف عقبة أمام قبول الإنجيل.

وذكر البابا بالأب بول واطسن الذي أطلق هذه المناسبة لقرن خلا في العام 1908 وحيا أبناءه وبناته الروحيين الحاضرين في الفاتيكان وسطر واجب الكل الصلاة والعمل لتخطي كل انقسام بين المسيحيين تلبية لرغبة المسيح "ليكونوا واحدا"، وأضاف أن "الصلاة وتوبة القلب وتمتين أواصر الشركة تشكل جوهر هذه الحركة الروحية" المسكونية التي قد تقود تلاميذ المسيح للاحتفال سوية بالذبيحة علامة الوحدة الكاملة.

وبالعودة إلى دعوة الرسول بولس "صلوا ولا تملوا" التي اتخذت شعارا لأسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين، قال البابا إن بولس أراد إفهامنا أن القدرة على تخطي كل أنانية والعيش معا بسلام وإخاء وحمل أثقال وعذابات بعضنا البعض، تقوم كلها على الحياة الجديدة في المسيح والروح القدس. وأردف أن "رسالة الكنيسة التبشيرية تمر عبر المسيرة المسكونية، مسيرة وحدة الإيمان والشهادة الإنجيلية والأخوّة الحقة.

هذا ودعا الأب الأقدس سكان روما والحجاج للاتحاد معه في الصلاة التي سيترأسها في بازيليك القديس بولس خارج أسوار روما مساء الجمعة 25 من الجاري بمشاركة الكنائس والجماعات المسيحية المختلفة بغية سؤل عطية المصالحة الثمينة بين كل المعمَّدين.

وبعد تلاوة التبشير الملائكي، وجه البابا بندكتس السادس عشر كلمة إلى الطلاب الجامعيين والأساتذة وشكرهم على حضورهم الكثيف تضامنا مع خليفة بطرس كما شكر كل من يتابعه مباشرة من مختلف أنحاء العالم وكذلك الكاردينال رويني صاحب هذه المبادرة وهذا اللقاء. وأعرب البابا عن أسفه للظروف التي رافقت إلغاء زيارته المقررة إلى جامعة لا سابيينزا في روما لإلقاء خطاب في افتتاح عامها الأكاديمي، ولكنه أرسل مع ذلك الخطاب الذي أعده للمناسبة.

وسطر البابا معرفته بالأجواء الجامعية التي كرس حياته وسنيه في التعليم و"حب البحث عن الحقيقة والمواجهة والمناظرة والحوا الصريح المبني على احترام المواقف المعارضة" وأضاف أن "هذه الأمور تشكل رسالة الكنيسة أيضا الملتزمة في السير بأمانة في إثر المسيح، معلم حياة وحق وحب". ولذلك حض البابا جميع الطلاب الجامعيين على "احترام آراء الآخرين والبحث والتفتيش عن الحقيقة والخير بروح حر ومسؤول" وأعرب لهم عن تقديره وامتنانه لحضورهم المتضامن وعن محبته وصلاته من أجلهم.

تجدر الإشارة إلى أن الملايين من الكاثوليك في إيطاليا وفي العالم أجمع تابعوا البابا بندكتس الـ16 عبر الأقمار الاصطناعية خلال التبشير الملائكي ظهر اليوم الأحد ورفعوا الصلوات معه ومن أجله متضامنين ووضعت شاشات كبيرة في مدينة ميلانو شمال إيطاليا لهذه المناسبة في ساحاتها الكبيرة، وعلم أن الكاثوليك في ولاية هيباي بالصين تجمعوا في كنائسهم عند السابعة مساء بتوقيتهم المحلي بالتزامن مع صلاة التبشير الملائكي.








All the contents on this site are copyrighted ©.