2008-01-20 13:31:55

إنجيل الأحد: محطة روحية حول كلمة الحياة


وفي اليوم الثاني رأى يوحنا المعمدان يسوعَ آتيا نحوه فقال: "هوذا حمل الله الذي يحمل خطيئة العالم. هذا الذي قلتُ فيه: يأتي بعدي رجل قد تقدمني لأنه كان قبلي. ولم أكن أعرفه، ولكني ما جئت أعمد في الماء إلا لكي يظهر أمره لإسرائيل". وشهد يوحنا قال:" رأيت الروح ينزل من السماء كأنه حمامة فيستقر عليه. ولم أكن أعرفه، ولكن الذي أرسلني أعمدُ في الماء هو قال لي: إن الذي ترى الروح ينزل فيستقر عليه، هو ذاك الذي يعمّد في الروح القدس. وأنا رأيت وشهدتُ أنه ابن الله". (يوحنا 1/29-24)

 

قراءة من القديس يوحنا فم الذهب (+407)

العماد يدعونا إلى السماء

 

لنتوقف الآن متأملين بالأعجوبة الكبرى التي جرت حالا بعد عماد المخلص والتي كانت مقدمة لما سيحدث فيما بعد. لأن ما انفتح إذ ذاك ليس الفردوس بل السماء فقط، و"عندما اعتمد يسوع انفتحت السماوات". لماذا انفتحت السماء عندما اعتمد يسوع المسيح؟ لكي يفهمكم أن الأمر عينه يحدث بنوع غير منظور، عند عمادكم، حيث يدعوكم الله إلى وطنكم السماوي ويحثكم على ألا تتمسكوا بالأرض كثيرا. وإن تكن الأعجوبة لا تحدث معكم بنوع منظور، فلا تدعوا مع ذلك للشك فيها..

لنجتهدنّ في أن نحافظ على المولد المجيد الذي قبلناه بعمادنا. فلنبحث كل يوم عن هذا الملكوت الأبدي، لنعتبر كل الأشياء الحاضرة ظلالا وأحلاما.. لا تفكروا إذا بعد في حالتكم الأولى، لأن الحالة التي دعيتم إليها هي أشرف من المقام الملكي بما لا يقدر، لأن الذي دعانا هو رب الملائكة، والخيرات التي يعطيكم ليست أسمى من كل شيء وحسب، بل تفوق كل تصور.








All the contents on this site are copyrighted ©.