2008-01-13 15:32:13

إنجيل الأحد: محطة روحية حول اعتماد يسوع المسيح في الأردن


في ذلك الوقت ظهر يسوع وقد أتى من الجليل إلى الأردن، قاصدا يوحنا ليعتمد عن يده. فجعل يوحنا يمانعه فيقول: "أنا أحتاج إلى الاعتماد عن يدك، أوَأنتَ تأتي إليّ؟" فأجابه يسوع: "دعني الآن وما أريد، فهكذا يحسن بنا أن نتمّ كل بِرّ". فتركه وما أراد. واعتمد يسوع وخرج لوقته من الماء، فإذا السموات قد انفتحت فرأى روحَ الله يهبط كأنه حمامة وينزل عليه. وإذا صوت من السماء يقول: "هذا هو ابني الحبيب الذي عنه رضيت". (متى 3/ 13-17)

 

قراءة من القديس أمبروسيوس أسقف ميلانو (+397)

العماد والإيمان والروح القدس الذي يقدس العماد

 

أيها المؤمن، تذكر أنك بالعماد قد كفرت بالعالم والدنيا، فكن يقظا لأن من ترتّب عليه مالٌ لآخر وضع دوما كِفالته نصب عينيه. أنت مدين للمسيح بإيمانك فاحفظه لأنه أثمن من المال: الإيمان ثروة أبدية في حين أن المال ثروة زمنية. لا تنسَ أبدا وعدك فتزداد حكمة لأنك إن حفظتَ وعدك حفظتَ عهدك...

وماذا يعني؟ لقد رأيت ماء، وليس كل ماء يشفي بل ذاك الذي يحتوي نعمة المسيح. هنالك فرق بين العنصر والتقديس، بين الفعل والفعالية. الفعل يتم بالماء بيد أن الفعالية تتم بقوة الروح القدس. الماء لا يشفي إلا إذا حل الروح القدس عليه وقدّسه. لما أسس سيدنا يسوع المسيح العماد، جاء إلى يوحنا فقال له يوحنا: "أنا أحتاج إلى الاعتماد عن يدك، أوَأنتَ تأتي إليّ؟" فأجابه السيد المسيح: "دعني الآن وما أريد، فهكذا يحسن بنا أن نتمّ كل بِرّ".. تأملْ كيف انه وضع في العماد كل بِر! وبالتالي، لماذا نزل المسيح، إن لم يكن لتطهير الجسد الذي اتخذه من طبعنا؟ كان المسيح بغنى عن التطهّر من خطاياه، وهو الذي لم يعرف الخطيئة؛ أما نحن، عبيدُ الخطيئة، فقد كنا بحاجة إلى ذلك. وعليه، فإن كانت رتبة العماد قد وضعت لأجلنا، يجب أن يكون العماد موضوع إيماننا. ونزل السيد المسيح إلى حيث كان يوحنا يعمّد، فإذا بالروح القدس يحل بشكل حمامة: لم تحل عليه حمامة بل حل عليه بشكل حمامة. تذكّر ما قلته لك وهو أن المسيح اتخذ جسدا ولم يتخذ ما هو بشكل جسد، بل جسدا حقيقيا، في حين أن الروح القدس بشكل حمامة من السماء نزل فرأى يوحنا وآمن.








All the contents on this site are copyrighted ©.