2008-01-10 14:51:55

البابا يستقبل عمدة بلدية روما ومحافظها ورئيس إقليم لاتزيو ويدعو للعمل معا لمواجهة الأخطار المحدقة بالتربية والعائلة والمجتمع


"لن يوهن تبدل الأزمنة والظروف من محبة البابا وتضامنه مع من يعيشون على أرض روما التي ترك فيها إرث المسيحية بصماته الكبيرة"، بهذه الكلمات توجه البابا بندكتوس الـ16 مستقبلا عمدة بلدية روما ومحافظها ورئيس إقليم لاتزيو أثناء زيارتهم التقليدية لتبادل التهاني والحبر الأعظم. 

تطرق البابا مع زائريه إلى مواضيع الساعة الطارئة التي تهم سكان المدينة والمحافظة والإقليم وسلط الضوء على مركزية ومحورية الشخص البشري كمعيار أساسي للواجبات مذكرا بما جاء في المجمع الفاتيكاني الثاني أن الإنسان الذي سكن على وجه الأرض هو "تلك الخليقة الفريدة التي أرادها الله لذاتها" (دستور راعوي حول الكنيسة في عالم اليوم، 24). وهنا شدد على ضرورة تأمين تربية سليمة وتنشئة جدية للشخص البشري منذ نعومة أظفاره وطول أيامه.

وسطر البابا أهمية العمل سريعا لمواجهة الأخطار المحدقة بالتربية وقال: "بالنظر إلى واقع الحال، فأننا أمام حالة تربوية طارئة لا يمكن تجاهلها" إذ غدا من الصعب جدا "إقناع الأجيال الطالعة بتأكيدات ومعايير متينة تبني عليها حياتها الخاصة. وغالبا ما يتعرض الأهل كما المعلمون لتجربة التنصل من واجباتهم التربوية إزاء تلك الصعوبات". وأضاف "يدركون تماما أنه يصعب عليهم الارتكاز إلى محاور آمنة، على الصعيدين الاجتماعي والثقافي المغمورين بالنسبية وبالعدمية أيضا، قادرة على دعم وتوجيه رسالة المربين وسيرة حياتهم".

ونوه الأب الأقدس بالدور الذي تلعبه الكنيسة وخصوصا أبرشية روما في مجال التربية والعائلة وتنشئة الأفراد وبناء مستقبل المجتمع عبر المدارس والرعايا والجمعيات والمنظمات مراكز الشبيبة والمبادرات الثقافية والرياضية على أنواعها. كما حث على تضافر جهود المؤسسات المدنية وتعزيز القطاع التربوي على أساس محورية الشخص البشري وكرامته.

أما العائلة المؤسسة على زواج رجل من امرأة ولكونها "المجال الأول لأنسنة الشخص والمجتمع" فكان لها لفتة خاصة من البابا الذي شدد على أولوية احترامها ودعمها إزاء التهديدات والانتهاكات التي تتعرض لها وأهاب بالإدارات العامة والرسمية كي "تصد الهجمات السلبية عن العائلات وترفدها بالدعم المادي والمعنوي لصالح الخير المشترك والعام".

وعرض الحبر الأعظم آفة الفقر المتفاقمة في ضواحي المدن خصوصا والتي قد تتنامى في مجالات وأطر عديدة ودعا لبذل مزيد من الجهود لاستئصالها مقدما إسهام الكنيسة المحلية إلى جانب المؤسسات المدنية والرسمية كي تؤمن فرص عمل جديدة ورواتب عادلة في ظل ظروف حياتية صعبة يرزح تحتها العديد من العائلات والأفراد.

وتطرق البابا إلى ظاهرة الإخلال بالأمن وخطورة تردي أوضاع بعض أحياء العاصمة فذكّر بمصرع جوفانا ريجّاني في إحدى ضواحي روما على يد مهاجرين من رومانيا ودعا إلى "ضرورة العمل بشكل ثابت وملموس لضمان الأمن والاستقرار للمواطنين، ولتوفير شروط أساسية حياة شريفة وكريمة للمهاجرين". وثمن البابا دور هيئة كاريتاس وسائر الجمعيات الخيرية والاجتماعية الكنسية التي تتحمل جزءا من هذه المسؤولية المدنية.

وذكر البابا زائريه بضرورة الاهتمام معا بالمرضى على الرغم من المشاكل التي تواجه القطاع الصحي في إقليم لاتزيو، وسأل دعم السلطات للبنى الصحية المتردية في المستشفيات الكاثوليكية كي تتمكن من توفير الخدمات اللازمة لكل الناس. 








All the contents on this site are copyrighted ©.