البابا يستقبل أعضاء الكوريا الرومانية لتبادل التهاني بعيد الميلاد المجيد

استقبل البابا صباح هذا الجمعة في الفاتيكان أعضاء الكوريا الرومانية لتبادل التهاني بعيد الميلاد المجيد، ووجه إليهم كلمة ضمنها تحية شكر على خدمتهم الكنسية، ليستعرض من ثم بعض الأحداث التي طعبت عاما قد شارف على نهايته، وفي طليعتها زيارته البرازيل، وكان هدفها افتتاح المؤتمر العام 5 لأساقفة أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاراييب. وقال الأب الأقدس إن لقاءه مع الشباب في استاد ساو باولو ما يزال حيا في ذاكرته، إذ كان اختبارَ شركةٍ حية وإرادةٍ واضحة بأن يكون الجميع خدّام المصالحة، وأصدقاء الفقراء والمتألمين، ورسل الإنجيل.

وذكّر بندكتس السادس عشر باحتفال تقديس الأخ غالفاو وبلقائه الشباب في مركز الرجاء حيث يستعيد الحريةَ والرجاءَ أشخاصٌ سقطوا في عبودية المخدرات، وتحدّث أيضا عن لقائه أساقفة البرازيل في كاتدرائية ساو باولو، وقال إن اختبار الشركة الأخوية قد أشعرنا بفرح الكثلكة، ذلك أن أخوَّتنا هي أبعد من الحدود الجغرافية والثقافية. وأشار الأب الأقدس إلى زيارته معبد أباريسيدا المريمي وقال إن مسيحيي أمريكا اللاتينية مدعوون مع مسيحيي العالم أجمع ليكونوا أكثر فأكثر "رسل يسوع المسيح".

وذكّر الأب الأقدس بالرسالة التي وجهها إليه في الثالث عشر من تشرين الأول أكتوبر الماضي مائة وثمانية وثلاثون مسؤولا دينيا مسلما للشهادة على التزامهم المشترك في تعزيز السلام في العالم، وأشار إلى أنه ردَّ بفرح على هذه الرسالة مذكرا في الآن معا بأهمية العمل للحفاظ على قيم الاحترام المتبادل والحوار والتعاون.

وتابع بندكتس السادس عشر كلمته قائلا: في يسوع المسيح ظهر لنا النور الكبير، ولا نستطيع أن نضعه تحت المكيال، ولكن على المنارة، ليضيء لجميع الذين هم في البيت. كما وأشار أيضا إلى رسالته للأساقفة والكهنة والأشخاص المكرسين والمؤمنين العلمانيين في الكنيسة الكاثوليكية في جمهورية الصين الشعبية، التي ذكّر فيها بمبادئ التقليد الكاثوليكي والمجمع الفاتيكاني الثاني فيما يتعلق بالكنسية وأراد أيضا تقديم بعض التوجيهات لمواجهة وحل المسائل الحساسة والمعقدة في حياة الكنيسة في الصين، بروح الشركة والحقيقة. كما وأشار البابا إلى استعداد الكرسي الرسولي لحوار هادئ وبناء مع السلطات المدنية بهدف إيجاد حل للمسائل المتعددة المتعلقة بالجماعة الكاثوليكية، ومتمنيا أن تأتي هذه الرسالة بالثمار المرجوة.

وذكّر البابا بندكتس السادس عشر بزيارته الرسولية إلى النمسا ولقائه الشباب في مدينة لوريتو الإيطالية وزيارته سجن الأحداث في كازال دي مارمو، وبالمناسبات العديدة التي توجه فيها للشباب أثناء مقابلاته العامة مع المؤمنين أيام الأربعاء وصلاة التبشير الملائكي أيام الآحاد. وأنهى الأب الأقدس كلمته لأعضاء الكوريا الرومانية لمناسبة تبادل التهاني بعيد الميلاد المجيد، مذكرا ـ ومع اقتراب حلول عام جديد ـ بكلمات يسوع "هاءنذا معكم طوال الأيام إلى انقضاء الدهر."