2007-12-17 16:40:26

البابا يحتفل بالقداس الإلهي في كنيسة سيدة الوردية المكرسة للشهداء فاوستينوس، سيمبليسيوس وبياتريس في حي بورتوينسيه بروما


زار البابا بندكتس السادس عشر صباح الأحد كنيسة سيدة الوردية المكرسة للشهداء فاوستينوس، سيمبليسيوس وبياتريس الكائنة في حي بورتوينسيه بروما، واحتفل بالذبيحة الإلهية بحضور وفد غفير من المؤمنين ومسؤولين كنسيين ومدنيين. ألقى الحبر الأعظم خلال القداس عظة استهلها بكلمات القديس بولس الرسول: "افرحوا دائما في الرب، وأقول لكم أيضاً افرحوا. إن الرب قريب". وقال البابا إن زمن المجيء يشكل مصدر فرح للمؤمنين لأن الرب آت ليعتقنا. لذا علينا التخلي عن الحزن والقنوط، يجب أن نُعد قلوبنا لاستقبال الرب المخلص.

بعدها توجه البابا إلى أبناء الرعية قائلا: يعمنا الفرح اليوم أيضاً إذ نكرس هذه الكنيسة الجديدة التي بُنيت في المكان نفسه حيث احتفل سلفي الحبيب البابا يوحنا بولس الثاني بالقداس الإلهي في الثامن من نوفمبر 1998 خلال زيارته هذه الرعية. وتابع البابا يقول: يروي التقليد أن الأشقاء الثلاثة سيمبليسيوس، فاوستينوس وبياتريس دُفنوا في هذه المنطقة بعد أن ذهبوا ضحية الاضطهاد الروماني في العام 303.

لقد ذرف الشهداء المسيحيون الثلاثة دماءهم ثمناً لإيمانهم الراسخ بيسوع المسيح، وعلى الرغم من مرور سبعة عشر قرناً على هذا الحدث ما يزال مسيحيو اليوم مدعوين إلى الشهادة للرب الإله، الذي "سنستقبله" بعد أيام معدودة، عندما سنفرح بميلاد الطفل يسوع، فادي العالم ومخلص الجميع.

بعدها وجه البابا شكره لجميع الأشخاص الذين ساهموا في بناء الكنيسة الجديدة، خاصاً بالذكر نائبه العام على أبرشية روما وجميع الأساقفة والكهنة الملتزمين في مختلف النشاطات الرعوية. وقال: نتوج في هذا اليوم جهودنا وأتعابنا وتضحياتنا إذ نحتفل بالقداس الإلهي في هذا المكان المكرس لعبادة الله.

هذا ثم تحدث البابا عن الكنيسة التي أسسها المسيح حين قال لبطرس: أنت الصخرة وعلى هذه الصخرة سأبني بيعتي، مؤكداً أن المسيح هو رب الكنيسة التي هي عبارة عن جماعة المؤمنين المتحدين مع بعضهم البعض ومع خليفة بطرس، الصخرة التي شُيدت عليها كنيسة المسيح. وفي هذه المناسبة نسأل الرب يسوع أن يقود خطى جماعة المؤمنين ويساعدها على البقاء أمينة لإنجيله، ولنطلب إليه أن يُنعم على كنيسته بكهنة ورهبان وراهبات ومرسلين قديسين.

وبعد الاحتفال بالذبيحة الإلهية التقى الحبر الأعظم مجموعة من أبناء الرعية الأطفال في صالون الكنيسة الجديد، الذي يحمل اسم البابا بندكتس السادس عشر. ووجه إليهم كلمة قال فيه: يفرحني جداً أن أرى هذا العدد الكبير من الأطفال الذين يحبون يسوع، ويستعدون للاحتفال بعيد ميلاد ربنا، ويتهيئون للمناولة الأولى حين يأتي يسوع ليقيم فعلاً في قلوبنا. وحث البابا الأطفال على السير على خطى القديسين المسيحيين الذين لم يترددوا في تقديم حياتهم للرب، وقال: نشعر بالفرح اليوم لأننا مجتمعون في بيت يسوع الذي هو بيتنا أيضاً، لأننا نلتقي في هذا المكان ونشعر بالفرح الذي يهبنا إياه الرب، ويمنحنا السلام كل أيام حياتنا.

 

كلمة البابا قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي

بعدها عاد البابا إلى الفاتيكان حيث تلا ظهر اليوم صلاة التبشير الملائكي ـ كعادته كل أحد ـ مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس. قال البابا: إن بولس الرسول يدعونا إلى أن نفرح دائماً في الرب. والكنيسة تذكر المؤمنين بهذه الدعوة في الأحد الثالث لزمن المجيء، إذ يستعدون للاحتفال بعيد الميلاد والأنظار متجهة نحو بيت لحم. إننا ننتظر برجاء مجيء المسيح الثاني. فالرب يسوع أصبح العمانوئيل (الله معنا)، بات قريباً منا لأنه اتخذ طبيعتنا البشرية، واختار أن يشابهنا بكل شيء ما عدا الخطيئة، لكي يرفعنا إليه. فالمؤمن المسيحي يعلم جيدا أن يسوع معه، يرافقه في أفراحه وأتراحه، في الصحة والمرض كصديق وزوج أمين.

يتساءل البعض إذا ما كان باستطاعتنا أن نشعر بهذا الفرح في زماننا الحاضر؟ ويجيب على هذا السؤال رجال ونساء كثيرون كرسوا حياتهم لخدمة المسيح والآخرين. ألم تكن الطوباوية الأم تيريزا دي كالكوتا ـ مثلاً ـ شاهدة في عصرنا على الفرح الإنجيلي الأصيل؟ لقد عاشت حياتها اليومية في اتصال مباشر مع البؤس والمرض والفقر والموت. نعم! الفرح يملأ قلب كل شخص يضع نفسه في خدمة الصغار والفقراء. يُخطئ من يبحث عن السعادة الأرضية التي تقدمها لنا ثقافاتنا المعاصرة واضعة السعادة الفردية مكان الله.

أيها الأخوة والأخوات الأعزاء، ختم البابا قائلا، قد نخطئ في اختيار الطريق في عيد الميلاد أيضاً إن لم نفتح قلبنا على الفرح الذي يهبه لنا المسيح. فلتساعد العذراء مريم جميع المسيحيين والأشخاص الذين يبحثون عن الله، على الوصول إلى "بيت لحم" ولقاء الطفل الذي وُلد من أجلنا، من أجل خلاص وسعادة جميع البشر.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.