2007-12-17 16:26:49

إنجيل الأحد: محطة روحية عند كلمة الحياة


وسمع يوحنا وهو في السجن بأعمال المسيح، فأرسل تلاميذه يسأله بلسانهم: "أأنت الآتي، أم آخر ننتظر؟" فأجابهم يسوع: "اذهبوا فاخبروا يوحنا بما تسمعون وترون: العميان يبصرون والعرج يمشون مشيا سويا، والبرص يبرأون والصمّ يسمعون، والموتى يقومون والفقراء يبشرون، وطوبى لمن لا أكون له حجر عثرة". فلما انصرفوا، أخذ يسوع يقول للجموع في شأن يوحنا: "ماذا خرجتم إلى البرية تنظرون؟ أقصبة تهزها الريح؟ فماذا خرجتم ترون؟ أرجلا يلبس الثياب الناعمة؟ ها إن الذين يلبسون الثياب الناعمة هم في قصور الملوك. فماذا خرجتم ترون؟ أنبيا؟ أقول لكم: نعم، بل أفضل من نبي. فهذا الذي كتب في شأنه: "هاءنذا أرسل رسولي قدامك ليعد الطريق أمامك". الحق أقول لكم: لم يظهر في أولاد النساء أكبر من يوحنا المعمدان: ولكن الأصغر في ملكوت السموات أكبر منه". (متى 11/2-11)

 

قراءة من القديس أغسطينس (+430)

صوت الكلمة وسراج المسيح

 

يوحنا هو الصوت، وفي البدء كان الكلمة السيد. يوحنا هو الصوت العابر، وفي البدء كان المسيح الكلمة الأزلية. ارفعوا الكلمة، فما يكون الصوت؟ الصوت بغير الكلمة يقرع الأذن ولا يغذي القلب..من الصعب التمييز بين الصوت والعبارة: فقد ظنوا أن يوحنا هو المسيح، ولم يميزوا بين الصوت والكلمة، ولكن الصوت لم يشأ أن يلوم الكلمة، فاعترف بما هو عليه: "لست المسيح، قال يوحنا، ولا إيليا ولا النبي".. اتخذوا يوحنا لكم مثلا: يُظَنُّ به إنه المسيح، وهو يؤكد: "إني لست من تظنون". لا يقبل خطأ الآخرين ليغتنم مجدا. بعقل واع يعترف من أين يأتيه الخلاص. فهِمَ أنه السراج، ويخاف أن ينطفئ بريح الكبرياء. بقصد من إرادة الله كان الإنسان المرسَل ليشهد للمسيح عظيما في النعمة حتى يُظَنَّ أنه المسيح. "الحق أقول لكم، لم يظهر في أولاد النساء، يقول المسيح، أكبر من يوحنا المعمدان". إن لم يكن بين البشر من يفوق هذا الرجل، فالذي يفوقه هو أعظم من البشر. شهادة عظيمة يعطيها المسيح عن نفسه.. النظر المريض يتحامى نور النهار، ولا يتحمل إلا ضوء السراج. والنهار المشرق يبشر السراج بقدومه. والنور هلّ للقلوب المخلصة، ليخزي الأشرار. هيّأت لمسيحي سراجا، يقول صاحب المزامير. فإلى المخلص، يوحنا هو المنادي. وللديّان الآتي، يوحنا هو السابق. وللعروس المنتظر، يوحنا هو الصديق.








All the contents on this site are copyrighted ©.