2007-12-15 15:12:49

أهم النقاط الواردة في المذكرة العقائدية حول بعض وجوه التبشير


تتوجه "المذكرة العقائدية" التي وقعها البابا بندكتوس الـ16 في الثالث من الجاري ونشرها وقدمها مجمع عقيدة الإيمان أمس الجمعة في دار الصحافة الفاتيكانية، إلى عرض وتوضيح مفهوم الرسالة التبشيرية للكنيسة الكاثوليكية في الألفية الثالثة وهي "إعلان إنجيل يسوع المسيح"، وتنقسم إلى مقدمة وثلاث نقاط رئيسة وخاتمة.

وفي مقابلة أجرتها إذاعة الفاتيكان مع أمين سر مجمع عقيدة الإيمان، سطر المطران أنجلو أماتو غاية نشر هذا المستند وهي إعادة اكتشاف الرسالة وتسليط الضوء على ضرورة تبشير كل الشعوب، إذ إن تعليم الكنيسة كرر لأكثر من مرة أن رسالة الأمم لا تزال في بداياتها بعد مرور ألفي عام على المسيحية. فالكنيسة مدعوة إلى واجبها الأول وهو إعلان بشرى الخلاص بالمسيح على البشرية برمتها.

أما بشأن الصعاب التي تعترض درب البشارة، فأشار المطران أماتو إلى أن الغموض والالتباس يلفان حتى بعض المعاهد الإرسالية الذي يعتقد أن التبشير يحد من حرية الآخرين ولذا يجب الاكتفاء بعرض الأفكار من دون الدعوة للإيمان بالمسيح وقبول سر العماد. فهذا يعني أن لا تبشير بعد اليوم ولا دعوة للتوبة والهداية، لا معمودية ولا كنيسة: التزام في العمل الاجتماعي لا غير. ويعزو سبب هذا الالتباس إلى نظرية التعددية الدينية كواقع وحق، وإلى النسبية الدينية أي أن الخلاص موجود في كل دين غير المسيحية، وهذا ما سبب جمود وبرودة الروح الإرسالية.

وإزاء هذه العوائق والصعاب، قال المطران أماتو، إن هذه المذكرة تعرض وتشرح وجوه التبشير عبر اعتبارات انتروبولوجية وكنسية ومسكونية. فمن الناحية الأنتروبولوجية تشدد المذكرة على ثلاثة مفاهيم: حرية الشخص البشري في خياراته الدينية، قدرته على التفتيش وقبول الخير والشر بحرية، حقه في تقاسم ثروته الخاصة المادية كما الروحية مع الآخرين. فاتباع المسيح وحقيقته لا تقلل شأنه بل تشيد بحرية الإنسان وتدفعها نحو كمالها.

أما من الناحية الكنسية، فقد دعا المسيح الكنيسة إلى التوبة منذ بداياتها، وبدورها دعت الأمم إلى التوبة وقبول الإنجيل على أنه تعبير عن حياة جديدة بالمسيح. والانضمام إلى الكنيسة ليس توسع سلطة لمجموعة من الناس، بل ولوج حر في شبكة الصداقة مع يسوع: إنها عطية شركة في المحبة. الكنيسة في خدمة الحضور الإلهي في التاريخ وأداة لأنسنة حقة للإنسان وللعالم؛ من يعلن الإنجيل يغدو سفيرا للمسيح.

وشدد المطران أماتو في الناحية المسكونية على أن المذكرة تشرح التباسا وتؤكد ضرورة احترام الحرية الدينية لكل شخص بشري، ولكل من يريد الانضمام إلى الشركة التامة مع الكنيسة الكاثوليكية، هناك احترام كامل لحريته باعتبار هذه الخطوة عمل الروح القدس وتعبير عن حرية الضمير والدين. فلا يتعلق الأمر باقتناص الأفراد بل باحترام كرامة الشخص البشري وخياراته الدينية.








All the contents on this site are copyrighted ©.