2007-12-13 15:52:23

البابا يتسلم أوراق اعتماد سبعة سفراء جدد لدى الكرسي الرسولي


تسلم البابا بندكتس السادس عشر صباح الخميس في القصر الرسولي بالفاتيكان أوراق اعتماد سبعة سفراء جدد لدى الكرسي الرسولي يمثلون كلاً من تايلانديا، سيشل، ناميبيا، غامبيا، سورينام، سنغافورة والكويت.

سلم البابا لكل من الدبلوماسيين السبعة رسالة ووجه لهم كلمة مشتركة استهلها معبراً عن سروره الكبير لاستقبالهم في الفاتيكان لمناسبة تقديم أوراق اعتمادهم وبداية مهامهم الدبلوماسية لدى الكرسي الرسولي، وسألهم أن يبلغوا تحياته الحارة إلى قادة الدول التي يمثلونها، محيياً السلطات المدنية والدينية وشعوب تلك البلدان. وذكّر البابا حكام الدول وجميع الأشخاص الذين يشغلون مناصب حكومية بضرورة عدم توفير أي جهد ممكن للاستجابة لتطلعات الشعوب وضمان توزيع عادل لثروات الأرض على الجميع وقيام نظام اقتصادي يرتكز إلى مبدأي العدالة والمساواة.

وشدد الحبر الأعظم في كلمته على ضرورة توفير تربية ملائمة للأجيال الفتية التي تشكل الثروة الأساسية لكل مجتمع بشري، مشيراً إلى ضرورة تربية رجال ونساء الغد على القيم البشرية والخلقية إضافة إلى إحاطتهم بالتنشئة التقنية والعلمية. ولأن مستقبل كل أمة يعتمد على تنشئة الصغار، قال البابا، يجب أن تأتي التربية في طليعة الأولويات بالنسبة لكل حكومة، مشيراً إلى أن السلطات مدعوة أيضاً إلى دعم المؤسسات الملتزمة في حقل التعليم ومحو الأمية. وأكد الحبر الأعظم لضيوفه أن الكنيسة الكاثوليكية ومن خلال مؤسساتها التربوية تضع يدها بيد جميع الأشخاص ذوي الإرادة الحسنة بغية توفير تربية ملائمة لأبناء مجتمع الغد.

وفي ختام كلمته إلى السفراء الجدد تمنى البابا لضيوفه أن تتكلل مهامهم بالنجاح، سائلاً الرب القدير أن يكون في عون الدبلوماسيين السبعة ومساعديهم وجميع الأشخاص من أصحاب النوايا الحسنة الساعين إلى بناء مجتمع مسالم.

رسالة البابا إلى سفير الكويت الجديد لدى الكرسي الرسولي

وفي الرسالة التي سلمها إلى سفير الكويت السيد سهيل خليل شهيبر ذكّر بندكتس السادس عشر بأن العام القادم يصادف الذكرى السنوية الأربعين لإقامة علاقات دبلوماسية بين الكويت والكرسي الرسولي، معرباً عن أمله بأن تواصل العلاقات الطيبة بين الطرفين نموها.

وقال البابا إن الكويت التي تغلبت على تبعات العنف والحرب المدمرة ما تزال تضطلع بدور رئيسي في حل النزاعات القائمة في الشرق الأوسط وتحقيق المصالحة بين شعوب المنطقة. وذكّر الحبر الأعظم بأن الدستور الكويتي يرتكز إلى أسس العدالة واحترام سلطة القانون، وحماية حقوق الإنسان الأساسية. وقال: ينبغي أن تحظى هذه المبادئ ـ التي تستمد جذورها من كرامة الكائن البشري المقدسة ـ باعتراف قانوني في جميع الأحوال والظروف وينبغي أن تُطبق دوماً إذا ما شئنا أن يسود العالمَ السلامُ والحرية والنمو المتكامل للإنسان.

بعدها تحدث البابا عن أهمية الحوار بين الأديان والثقافات، وهي مسألة أثارها السفير شهيبر في الكلمة التي وجهها للحبر الأعظم. قال بندكتس السادس عشر: إن هذا الحوار ضروري جداً بغية تخطي سوء التفاهم بين المسيحيين والمسلمين ومن أجل إقامة علاقة وطيدة بين الجانبين ترتكز إلى الاحترام المتبادل والتعاون في البحث عن خير العائلة البشرية المشترك. وشدد البابا على أهمية تربية الأطفال على القيم الأصيلة وعلى احترام ثقافات ومعتقدات الآخرين، وعلى الالتزام من أجل السلام.

هذا وتطرق الحبر الأعظم إلى العمال الأجانب المقيمين في الكويت، الذين يشكلون مصدر غنى للبلاد. وتحدث بنوع خاص عن العمال الكاثوليك الذين يتمتعون بحرية ممارسة شعائرهم الدينية وهو حق يكفله الدستور للجميع، مشيراً إلى أن هذا الحق الأساسي يشكل "حجر الزاوية لحقوق الإنسان".

وأكد البابا أن الكنيسة الكاثوليكية ملتزمة ـ بواسطة معاهدها التربوية في الكويت، وعلى الرغم من قلة عددها ـ في تربية التلامذة على القيم الروحية الأصيلة وعلى احترام كرامة الآخرين ومعتقداتهم، مشيراً إلى أن هذه المؤسسات التربوية، ومن خلال تأدية رسالتها بحرية، تساهم في تقوية النسيج الاجتماعي وفي بناء مستقبل تضامن ورجاء للأجيال القادمة.

 

تجدر الإشارة إلى أن سفير الكويت الجديد لدى الكرسي الرسولي السيد سهيل خليل شهيبر من مواليد الثالث والعشرين من شباط فبراير 1944. متأهل وله ثلاثة أبناء. مجاز في العلوم السياسية من جامعة ميريلاند الأمريكية وحائز على شهادة دكتوراه في الحقل نفسه من جامعة أوكسفورد ببريطانيا. دخل المعترك الدبلوماسي في العام 1970، وكان سفيراً لبلاده في كل من زيمبابوي، اليابان، إسبانيا، تونس وسويسرا.








All the contents on this site are copyrighted ©.