2007-11-26 10:51:55

إنجيل الأحد: محطة روحية حول كلمة الحياة


ووقف الشعب هناك ينتظر، والرؤساء يهزأون فيقولون: "خلّص غيره فليخلص نفسه، إن كان مسيح الله المختار!" وسخر منه الجنود أيضا، فدنوا وقربوا إليه خلا وقالوا: "إن كنتَ ملك اليهود فخلص نفسك!" وكان أيضا فوقه كتابة خُطَّ فيها: "هذا ملك اليهود". وأخذ أحد المجرمَين المعلَقَين على الصليب يشتمه فيقول: "ألست المسيح؟ فخلص نفسك وخلصنا!" فانتهره الآخر قال: "أوما تخاف الله وأنت تعاني العقاب نفسه! أما نحن فعقابنا عدل، لأننا نلقى ما تستوجبه أعمالنا. أما هو فلم يعمل سوءا". ثم قال: "اذكرني يا يسوع إذا ما جئتَ في ملكوتك". فقال له يسوع: "الحق أقول لك: ستكون اليوم معي في الفردوس". (لوقا 23/35-43)

 

قراءة من القديس غريغوريوس النزينزي (+389)

نشيد للمسيح الملك

 

أيها المسيح الملك، أنت أولُ مُنطقيَّ، الآن، وأنا أسمع صوتي بعد حبسه طويلا! فلتكن كلمتي هذه صادرة من أعماق نفس طاهرة، من كاهن منقّى. يا بهاء الآب، يا كلمة العقل السامي، يا كلمة أرفع من كل كلمة بشرية، يا نورا سماويا من النور السامي! يا واحدا مولودا، صورة الآب غير المائت! يا طابع من لا بدء له، وسنىً يلمع مع الروح القدس، وملكا يمتد سلطانه إلى كل مكان! يا نهاية الدهور، ورب المجد، وموزّع كل غنىً! يا سيدا جالسا في الأعالي، يا كائنا سماويا، وإلهَ كل قدرة، نسمةَ العقل، مدبرَ العالم، صانعَ الحياة، خالقَ ما هو كائن وما يكون!

بك كل شيء موجود، أنت حدّدت بمشيئتك أساس الكون فلا يتزعزع. بك أيها الملك، تكسف الشمس بدورانها في الأعالي النجوم كافة، كما تكسف أنت الأرواح الأخرى. بك يحيا القمر عينُ الليل، ويموت دوالَيك، لكي يعود أكثر إشراقا. بك تنظم بروج الفلك المرتِّبةُ تعاقب الفصول. والنجوم الثوابت كالكواكب دليل على حكمتك العجيبة. وجميع الأرواح السماوية، التي تمجد الثالوث الساكن في الأعالي، هي لمعة من نورك. والإنسان نفسه، أيها السني، هو مجدك، وضعتَه على الأرض ملاكا لكي يعظم انتصارك.

أيها الخلود، وقد صرتَ من أجلي مائتا ومولودا ثانية، أيها الكائن السامي والروحاني، وقد اتخذتَ في الزمن الجسد من أجل خطايا البشر، إني من أجلك أحيا، ومن أجلك أتكلم، ومن أجلك أنا ذبيحة حية. (شعر،2،1،38)








All the contents on this site are copyrighted ©.