البابا يستقبل المشاركين في الدورة الرابعة والثلاثين للمؤتمر العام للفاو ويذكر بضرورة القضاء على الجوع وبناء سلام عادل ودائم يرتكز إلى كرامة الشخص البشري

استقبل البابا بندكتس السادس عشر صباح الخميس في الفاتيكان المشاركين في الدورة الـ 34 للمؤتمر العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في روما، يتقدمهم مديرها العام الدكتور جاك ضيوف. وجه الأب الأقدس كلمة لزائريه ضمنها دعوة لجميع البشر ذوي الإرادة الطيبة لتوحيد الجهود بهدف القضاء على الجوع وبناء سلام عادل ودائم يرتكز لكرامة الشخص البشري غير القابلة للانتهاك.وأثنى البابا على نشاط الفاو للقضاء على الجوع وذكّر بأن الكرسي الرسولي يدعم كل مبادرة ترمي إلى تحرير العائلة البشرية من الجوع وسوء التغذية، مع الاقتنتاع بأن حل هذه المشاكل لا يتطلب وسائل تقنية عالية وحسب، بل روح تعاونٍ حقيقي أيضا، يجمع كل البشر ذوي الإرادة الطيبة.

وأكد الأب الأقدس أن كل أشكال التمييز، لاسيما تلك التي تنال من التنمية الزراعية، لا بد من رفضها، لكونها تنتهك بادئ ذي بدء الحق الأساسي لكل شخص في التحرر من الجوع، وأشار إلى أن الحواجز التي تقف عائقا أمام حل هذا الوضع المأساوي، قد تهد العزيمة في بعض الأحيان، كالنزاعات المسلحة وانتشار الأمراض، ولكنه أكد في الآن معا أن هذه المصاعب قد تشكل حافزا لمضاعفة الجهود الرامية إلى توفير الخبز اليومي لكل شخص. وأضاف بندكتس السادس عشر أن منظمة الفاو تواصل لعب دور رئيس في القضاء على الجوع، وأكد أن الكرسي الرسولي يتابع نشاطاتها منذ أكثر من ستين سنة، مذكرا بأنها إحدى أولى المنظمات الدولية التي أقام معها علاقات ديبلوماسية.

وتابع البابا يقول إن المجهود الموحد الذي يقوم به المجتمع الدولي للقضاء على سوء التغذية والجوع يتطلب إسهام كل فرد في المجتمع مع الأخذ في عين الاعتبار احترام المبادئ الأخلاقية والأدبية التي هي إرث مشترك لكل الشعوب، وأساسُ كل حياة اجتماعية. وأشار الأب الأقدس إلى أن العائلة البشرية مدعوة بدورها إلى إيجاد الوسائل والاستراتيجيات القادرة على حل النزاعات، وليدة الاختلافات الاجتماعية والاتنية والفروقات الشاسعة على صعيد النمو الاقتصادي، وقال إن البشرية متعطشة للسلام الحقيقي والدائم الذي يُبنى فقط عندما يكون سلوك المواطنين والحكومات متجذرا في مبدأ العدالة. وختم البابا كلمته إلى المشاركين في الدورة الرابعة والثلاثين للمؤتمر العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة بالقول: "لقد آن الأوان ـ ومحبة بالسلام ـ كي لا يعاني بعد اليوم أي رجل وامرأة وطفل من الجوع."