البابا يستقبل المشاركين في المؤتمر الدولي الثاني عشر للعاملين الصحيين

 

استقبل البابا بندكتس السادس عشر صباح السبت في قاعة كليمنتينا بالقصر الرسولي بالفاتيكان المشاركين في المؤتمر الدولي الثاني عشر للعاملين الصحيين المنعقد تحت عنوان "رعوية العناية بالمرضى المسنين"، بدعوة وتنظيم المجلس الحبري لرعوية الصحة.

وجه البابا لضيوفه كلمة استهلها مرحباً بهم ومعرباً عن سروره الكبير لاستضافتهم في الفاتيكان، خاصاً بالذكر رئيس المجلس الحبري الكاردينال خافير لوزانو باراغان. دعا الأب الأقدس جميع العاملين الصحيين إلى إيلاء اهتمام خاص بالمرضى المسنين، الذين بلغوا المرحلة الأخيرة من مسيرة حجهم الأرضية. فإخوتنا وأخواتنا هؤلاء لا يحتاجون فقط إلى العلاج الطبي إنما إلى أشخاص يبقون بجانبهم، يعزونهم ويشجعونهم على مواجهة مرضهم وآلامهم، ويساعدونهم على اجتياز المرحلة الأخيرة من حياتهم الأرضية بنفس هادئة مطمئنة، تطمح للانتقال إلى الحياة الأبدية لمعانقة الآب السماوي.

وسطر البابا الدور الواجب أن تضطلع به أيضاً عائلة المريض، وقال: كثيرون هم المسنون الذين يفضلون قضاء آخر أيام حياتهم في أحضان عائلاتهم ويفضلون مواجهة الموت في جو من الدفء العائلي. وعندما يستدعي الأمر نقل المسنين إلى المستشفيات والعيادات الطبية، ينبغي ألا ينقطع أبداً الرباط العائلي بين المريض وأقربائه.

وذكّر الحبر الأعظم بآخر أيام السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني، الذي قدم شهادة لإيمانه المسيحي خلال مراحل المرض، ودعا دوماً العلماء والأطباء إلى البحث عن علاجات ناجعة للأمراض، وعدم الوقوع في فخ اللجوء إلى ممارسات "تختصر" حياة المريض، التي هي شكل من أشكال الموت الرحيم.

وأكد بندكتس السادس عشر أن الحياة البشرية هي هبة من الله، وأن كل شخص مدعو للحفاظ على هذه الهبة. وهي مسؤولية تقع أيضاً على عاتق العاملين الصحيين المدعوين إلى تجديد التزامهم في احترام الحياة البشرية، لا في المستشفيات الكاثوليكية وحسب إنما في جميع المؤسسات الصحية.

وذكر البابا في ختام كلمته بأن يسوع المسيح، ومن خلال موته على الصليب، أعطى الألم البشري قيمة ومعنى ساميَين. ولهذا السبب يتعين على المؤمنين المسيحيين إلا يفقدوا رجاءهم لدى مواجهة المرض والموت، لأن لا شيء على الإطلاق يفصل المؤمن عن محبة المسيح. هذا ثم أوكل البابا ضيوفه إلى حماية العذراء مريم، ومنح الكل فيض بركاته الرسولية.